أحد الآباء القدّيسين المجتمعين – بدء السنة الدراسية

mjoa Friday July 10, 2015 209

أحد الآباء القدّيسين المجتمعين – بدء السنة الدراسية

أحد الآباء القدّيسين المجتمعين
في المجمع المسكونيّ السابع

كلمة الراعي:
بدء السنة الدراسية
تلامذتنا وطلابنا الأحباء
لقد ابتدأتم بنعمة الله سنة جديدة في تحصيلكم العلمي الدؤوب. لذلك نتوجه اليكم قائلين:
–    ان التحصيل العلمي يرافق السنة بكامل أيّامها ولذلك سوف تعتبرون كل يوم من أيام سنتكم كأنه اليوم الذي يسبق مباشرة الامتحان الذي سيختبر معرفتكم. واذا أراد الزارع ان ينبت زرعه حسناً، فهو يقوم بزرعه في أقرب وقت مناسب له ويرافق بعد ذلك نموّه بكل سهر، مقدماً له كل عناية لكي يحصل على حصاد يريح ضميره وقلبه ويملأ اهراءه. فهكذا ان أردتم ان تحصدوا محصول ما تعلمتموه فاسهروا منذ البداية، اسهروا في كل يوم لأن كل الأيام دون استثناء تُعِدُّ اليوم الأخير حيث تكللون بأكلّة الظفر.

    لا تقبلوا الكسل في حياتكم، سوف تشعرون بالتعب. هذا شرط لا بد منه للوصول إلى غايتكم المنشودة فانه لا بد وان يعطيكم ثماره فتنسوه كلياً لأن فرح قطف الثمار اليانعة سوف يكلل الجهد المضني في كثير من الأحيان الذي لا بد منه للحصول على نتيجة ثابتة تعطيكم قوة لتتابعوا المسيرة متكلين على الله الذي وحده يستطيع ان يعطيكم قوة المثابرة حتى بلوغ الهدف المنشود.
لا تنسوا ايها الأحباء جهاد الذين يرافقونكم في مسعاكم الحميد:
–    هناك أهل يضحون بكل ما عندهم من أجلكم، يحرمون أنفسهم من أمور كثيرة يمكنها ان تريحهم، لا يقبلون بأن يرتاحوا هم -همهم ان تكونوا أنتم، فلذات قلوبهم، في تقدم مستمر نحو اكتسابكم العلم والمعرفة -تعرفون أيها الأحباء ان الأيام صعبة وان تكاليف التعليم ليست بسيطة بل ترهق في كثير من الأحيان، ان والديكم يضحون كثيراً من أجلكم، نجاحكم ينسيهم كل تضحياتهم فهل تعطون هذه التعزية لمن كانوا سبباً في وجودكم.
–    هناك جامعة ومدرسة، هناك أساتذة ومعلمون، كلهم يكادون يفنون قواهم لكي تصلوا إلى النتيجة المرجوة -معلموكم يخضعون لأشغال شاقة للوصول بكم، فهل تعطونهم رجاء لكي يتابعوا المسيرة مع جيلكم وأجيال أخرى تتوالى بعدكم؟
لقد وددنا ان نضع نصب أعينكم هذه الحقائق في بدء سنتكم الدراسية، فالى الأمام أيها الأحباء متكلين على الله الذي يكلل دون شك أتعابكم وأتعاب أهلكم، جامعتكم ومدرستكم وأساتذتكم ومدرسيكم.
نرفع إلى الله تضرعات من أجلكم لكي يبارك الله اكليل سنتكم فتثمر جهودكم ويفرح الجميع حولكم كونكم تنمون في النعمة والقامة والفهم أمام الله وأمام الناس للوصول إلى ملء القامة الانسانية التي يريد الله لكم.
فإلى جهد مبارك يقودكم إلى ثمار يانعة لتباركوا الله في كل لحظات حياتكم. آمين.
مطران عكار وتوابعها
+بولس

نشرة البشارة
العدد 42 – في 15/10/1995

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share