أحد أولى الشهيدات تقلا – “ايها الرب الهنا بالمجد والكرامة كللهما”

mjoa Friday July 10, 2015 167

أولى الشهيدات تقلا – “ايها الرب الهنا بالمجد والكرامة كللهما”

كلمة الراعي
“ايها الرب الهنا بالمجد والكرامة كللهما”
هذا الدعاء نكرره ثلاث مرات في صلاة الاكليل المقدس.
هذا دعاء مهم نشعر ان المؤمنين اجمعين يرددونه معنا عندما نبدّل الاكليلين على رأسي العروسين وترسم يدانا شكل صليب فوق الرأسين المنحيين لتقبل النعمة الالهية.

هذان الاكليلان هما مقدمة لاكليل المجد الذي لا يذبل، يعلنان منذ الآن الاكليلين اللذين سيكلل الله بهما رأسي العروسين عندما سيقفان امام الرب كما كان يفعل اولئك الغالبون امام ملوكٍ بشريين يكللونهم باكاليل الغار نتيجة لانتصارهم في الحروب.
فالعروسان المنتصبان امام كلمة الله في الانجيل المقدس يأخذان عربوناً لاكليل تُتَوَّجْ به هامتهما. عندها بعد جهاد حسن سيرافق حياتهما كلها، سيقفان امام عرش الله القدوس يرددان مع الرسول بولس “جاهدت الجهاد الحسن، حفظت الايمان، اتممت السعي، لذلك المجد معدٌّ لي”.
ان الاكاليل المادية تعلن منذ الآن ان العروسين مدعوان الى جهاد مستمر، فالحب الذي يجمعهما، والذي يتقدس بالسر العظيم الذي يشتركان به اذ انه يضع هذا الحبَّ في مَصَفِّ الحبِّ الذي لايوجد أعظم منه وهو حب الله لأبنائه الواصل في فداء الصليب الى ذروته، هذا الحب اصبح “اقوى من الموت نفسه” لأن المصلوب الالهي بدخوله الموت بإرادته أبطل من له عزة الموت أي أبليس وقام منتصراً عليه انتصاراً نهائياً.
الجهاد مستمر لن ينفصل لحظة عن مسار الحياة الزوجية- فقبول الآخر كالأنا ليس أمراً سهلاً البتة ولذلك سيتعب كل من العروسين لكي يقبل ان الانسان الآخر الذي جمعته به العناية الالهية ليس “شيئاً” يدخل حياته- “انه عظم من عظامه ولحم من لحمه” كما تردد طقوسنا- انه “شريك” الحياة المشتركة وبالتالي له شخصيته المميزة التي سيحاول الانسان المحب حقاً ان يحفظها له.
وهنا الصليب الذي سيحمله كل من الزوجين “كل يوم” “متبعين السيد” وبالغين “فيه”  قوة قيامته ولذلك عندما يزيَّح العروسان حول مائدة تحمل كلمة الله الحي كما تزيّح القرابين المدعوة ان تصير جسد ودم الحمل الذبيح ترتفع الترنيمة لتقريظ “الشهداء الذين جاهدوا حسناً وتكللوا” فالعروسان مدعوان الى حياة شهادة حقيقية يعلنان فيها ان الله هو الذي يثبت عزمهما في السعي ان يكون المسيح وحده في حياتهما وها هما وأرجلهما ثابتة على أرض يعرفان جيداً انها زائلة، لا يستعفيان منها، ولكنهما يعملان عليها بكل ما أعطاهما الرب من قوة لكي يحولاها الى “سماء جديدة وأرض جديدة يسكن فيها البر” ويأخذان حينئذ اكليل المجد الحقيقي الذي لا نكس فيه وحيث صليب “رب المجد” المكلل بأشعة أنوار القيامة يكللهما بالمجد والكرامة الحقيقيين اللذين لا ينزعهما منهما أحد فينتقلان من “مجد الى مجد” كما وعدهما ذاك الذي هو أمين ان يجعلنا نحصل على مجد يفوق كل أمجاد العالم قيمة وكرامة وثباتاً، له وحده المجد والكرامة والسجود الى الأبد.  آمين.
مطران عكار وتوابعها
+بولس

نشرة البشارة
العدد 39 – في 24/9/1995

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share