في ورشة العطاء هذه أستحضر معكم أثمنَ العطايا وأحلاها وأسماها. هي المحبّةُ المصاغةُ بدم إلهنا المعلّق على الصليب. سرُّ الحركـة يا أحبتي أنها نصّبت هذه العطيّةَ الخلاصية شفيعةَ وجود ونبتةَ خلاص في النفوس. فأُخذ أبناءُ “المحبة الأولى” بها وانهمكوا، في الزمن الاستهلاكيّ الصعب، برصف سُلَّمِهم الى عرش القداسـة من تراكم العطاء والحبّ . وإلى حينِ أن يفهمَ كلُّ الناس أن مَرامَ هذه الشريحة “أن ينقُصَ كلٌّ من أعضائها ليزيدَ هو” سيبقى بعضُهم في غربةٍ عن فرحِها وعجبٍ من حجم عطاءاتِها ووجوهِها المتنوّعة.
فأشكر الله على هذا العجب، وعلى كلِّ ما قادنا اليه عَبر هذه الحركـة. وأشكره على هذه الوجوه المبادِرة والخادمة لكلمته التي تبرز في وسطها. وأسألُه أن يستحيل بكلّ وجه في كنيسته مشابهاً لها، وأفضلَ، في سعيه إلى التزام محبّتهِ وعُشقِ كلمتهِ والتحلّي بفضائلهِ ونشرِ سمات ملكوته في الأرض والمساهمة، عَبر هذا، في خلاص نفسه وخلاص الآخر.
يا أحبة،
فأن نلتقي اليوم لدعم الأمانة العامة، أيّاً كانت هيئتَها، وأن يسموَ حركيّ فوق محلّياتهِ، على أهمّيتها، ويساهم مباشرة في هذا الدعم يعني في منظاري جُملةً من الأمور.
يعني أولاً أن البُعد الانطاكيّ جليٌّ في التزامه الحركيّ ما يؤول بهذا الالتزام نحو مزيد من الاستقامة والأصالة والأمانة للرؤية الحركية ورفدِ وحدة ِالحركة، في مداها الانطاكيّ، بما يغذّيها ويقوّي تعابيرَها. ويعني ثانياً أن وحدةَ كنيستنِا الأنطاكيـة، والوحدة الحركية تعبيرٌ نادرٌ عنها، شأنٌ يعنيه في الصميم ما يَزيدُ من فرح الربّ به. ويعني ثالثاً مساهمتَه في ورشة البنيان القائمة لمساعدة كلِّ المراكز والفروع على تخطّي ضعفاتِها الارشادية ودعم تواصُلِها معاً وتحصينِ الحياة الحركية الداخلية في وجه الصعوبات. أكان هذا من خلال اجتماعات الأمانة العامة ولقاءات المنسّقين، أم من خلال الفرق المركزية الجامعة المؤسّسة حديثاً والحلقاتِ الارشادية التدريبية والدراسية واللقاءات العامّة للأسر. ويعني رابعاً مشاركتَه في مساعدة مئات الطلبة المحتاجين، وإن بشكل جزئي، على اقتناء العلم سبيلاً للتحرّر من الفَقر وتسهيلاً لارتقائهم الانسانيّ نحو الربّ، وأيضاً مساهمتَه في سائر وجوه العمل الاجتماعي الأخرى وما يحمِلُه من إطلالاتٍ بشارية على الجنوب اللبناني ومدٍّ نهضويٍّ إليه وافتقادٍ رعائيّ للمساجين. ويعني خامساً دعمَه الحضورَ الاعلامي الفاعل والواعد في نهوضه وتعميمَ فكرِنا النهضوي على أوسع شريحة ممكنة وتبشيرَنا بيسوع المسيح، من خلاله، عبر تسخير إمكاناتِ الحداثة ووسائلَِها المتعدّدة لنقل الكلمة وخدمتِها. ويعني سادساً التسهيلَ على الحركـة تواصُلِها الأرثوذكسي المناطقيّ والعالمي، وتواصُلِها المسكونيّ عَبر مشاركتها في رابطة حركات الشباب الأرثوذكسي- سندسموس والاتحاد العالمي للطلبة المسيحيين. وكذلك المساهمة، على هذا الصعيد، في دعم خصوصيةِ العلاقة مع هيئات الشبيبة الأرثوذكسية في الأردن وفلسطين التي تعاني الكثير وتعزيتِها بمزيد من الحضور المشترك معها. ويعني أخيراً مدَّ المشاريع، التي نسعى اليها خدمةً للكلمة والانسان، بفلس الأرملة كمركز المؤتمرات في دوما وبيت المحبّة للمسنّين في المنصورية.
أيها الأحبّة،