تربية الأولاد ،العائلة – المطران افرام (كيرياكوس)

mjoa Monday November 9, 2015 124

تربية الأولاد ،العائلة  – المطران افرام (كيرياكوس)

التربية pèdagogie قيادة الأولاد يقول القدّيس بورفيريوس:”إنّ نشأة الأطفال تبدأ من لحظة الحبل بهم. الجنين يسمع ويشعر وهو في أحشاء أمّه”. ينبغي على الأمّ أن تصلّي كثيراً خلال فترة الحمل. إنّ ما يقدّس الأولاد ويجعلهم صالحين هو حياة الوالدين في المنزل. سلوك الأولاد له علاقة مباشرة بحالة الأهل.

familyyالصلاة في العائلة وفي البيت وفي الكنيسة تجعل الولد يشعر بالأمان، لأنّ الصلاة تذهب إلى القلب. من المفيد جدّاً أن تجتمع العائلة مع الأولاد لكي يصلّوا معًا. لا بدّ من تدرّب الولد على مشاركة والديه في الصلاة ولو بقطعة صغيرة أو بترتيلة ما يحفظها غيباً. من المفيد جدّاً أن يرى الولدُ أباه وأمّه يصلّيان أمامه. الصورة هذه في الصغر لن تفارقه مدى الحياة.

يحتاج الأولاد اليوم أناساً يقدّمون لهم قدوةً وصلاة. كلّ شيء يتمّ بواسطة الصلاة والصمت والمحبّة: صلاة كثيرة وكلام قليل للأولاد. إذا أعطيناهم النصائح باستمرار سنصبح ثقيلي الظلّ عليهم. ينبغي ألاّ يضغط الأهل على الأولاد ليجعلوهم صالحين بالقوّة. علينا أن نترك الله يتكلّم في نفوسهم. يقول سليمان في سفر الحكمة( 6: 15) “من ابتكر في طلب الحكمة (أي المسيح) لا يتعب، لأنّه يجدها جالسة عند أبوابه”، أي موجودةً بالقرب منه. التنشئة الصالحة في الربّ منذ الصِّغر، تَجعلُ الولدَ لا يتأثّر بأيّة مؤثِّراتٍ سيّئة ناجمة عن المحيط.

*       *       *
لا شكّ في أنّ للكاهن دوراً هامّاً في تنشئة الأولاد روحيّاً وثقافيّاً واجتماعيّاً. الأولاد مَأخُوذُون اليوم بمغريات الأمور الدنيويّة، بالمجتمع الإستهلاكيّ وباستخدام الوسائل التكنولوجيّة الحديثة والجذّابة. على الكاهن أن يعرف بحكمته كيف يرشد الولد مع عائلته لكي لا يغرقوا في هذا الدّوار الاستهلاكيّ الاجتماعيّ. عليه أن يكتسب ثقة الأهل ممّا يجعله أباً روحيّاً لكلّ افراد العائلة. عندها يستشيرونه في كلّ ما يختصّ بأمور الأولاد ومشاكلهم في البيت في الكنيسة وفي المدرسة. لا بدّ من أن يستعين بمعرفة الأمور التربويّة والنفسيّة المتعلّقة بالأولاد والعائلة.

هنا نلفت النظر ونشدّد على ما يوصي به القدّيس باييسيوس بشأن تربية الأولاد إن كان ذلك يخصّ الأهل أم يخصّ الكهنة، أعني به توفّر فضيلة التفاني philotimia التي تفترض تضحيةً ومتابعةً حثيثةً وصابرة، إلى جانب التعليم والإرشاد، حتّى نصل إلى الشفاء من كلّ جراثيم الخطيئة.

 نحن نتشبّه بالربّ يسوع المسيح الذي كان “يطوف المدن والقرى كارزاً بملكوت السموات وشافياً كلّ مرض وضعف في الشعب”. (متى 9: 35).

فضيلة التفاني هذه هي التي تجعل صاحبَها بنعمة الروح القدس قدّيساً قادراً بقوّة الربّ يسوع الشفائيّة على إراحة الآخرين وتنميتِهم وتقديسِهم.

نشرة الكرمة

08 تشرين الثاني 2015

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share