كلمة الأمين العام رينه أنطون في لقاء العائلات في الجبل – 8 شباط

mjoa Monday February 9, 2009 340
يا أحبة،

إن الأساس  الذي قياساً  عليه نحكم  على جدوى أي  خطوة حركية نقدم عليها  هو مقدار مساهمتها في تحقيق غاية الحركة التي هي الوصول بكل عضو من أعضائها وبكل عضو في الكنيسة الى أن يكون يسوع المسيح هو الهمّ لديه، أو هو مدى مساهمتها في ترجمة  هذا الهمّ  وعكس صدارته للآخرين ما يساهم في تربيتهم عليه.

لهذا  فإن  أول ما تكستب منه  اجتماعاتنا الحركية ولقاءاتنا أهميّتهـا وخصوصيتها هو  صدقيـة كلّ منّـا في سعيه الى هذه الغايـة الحركية، وهذا ما لا أشكّك به  أبداً.

أذكر هذا فقط لأقول أنه كلما كنّا صادقين في سعينا الى يسوع المسيح كلما أمست هذه اللقاءات واحـة نجتمع فيها، ليس بعضنـا الى بعض وحسب، بلّ، حقيقة،  الى الربّ المتجلّي في كلّ وجه من وجوه  أبنائـه ومحبّيه. وهذا ليس بمجرّد شعار أطلقه أدبنا الحركيّ  وسحرنا بل إنـه إيمـان صادق وعميق بأن المسيح يكون بيننا كلّمـا اجتمعنا باسمه.

هذا الايمــان هو ما يجعل من لقاءاتنــا أطرَ امتداد حياتي  لوحدتنـا في الايمان  والكأس المقدّســة والشهادة  لنكون  جمــاعــة  أبنــاء متحدّين بالربّ  لا مجموعـة بشر يتحزّب بعضها الى بعض.

ولأن لنا هذا الإيمان نشعر بأن لقاءاتنا تساهم في دعم الجهاد الشخصي لكلّ منـا وتحصّنه بإحاطة جماعـة  محبّة  محتضنة راعية ، ونشعر بأن حياتنا  كجماعة  تُروى بالعطـاء  الشخصي لكلّ من أعضائها الذين يؤمنون بأن في  عطاءهم هذا يكمن معبرهم إلى لقاء الربّ. 

ارتكازا إلى ما سبق وذكرت، إذا شئت التحدّث قليلاً عن جدوى هذا اللقاء بالذات، فإن أمراً  أذكره بدايـة وأراه عميقاً جدّاً وإن اعتقد البعض أنه يرتبط بالشكل.  وهو أن هذا اللقاء، ككل اللقاءات والاجتماعات الحركية الني تنعقد في أوقات اعتاد الناس اعتبارها أوقات عطلة وراحـة، فإنمـا يحمل للناس  مدلولاً هاماً الى أن هذه الحركـة لا تزال فاعلـة ومؤثّرة في النفوس، لأنها لا تزال تحسّس الشباب بأن فرحه العميق وراحته الحقيقية  إنما هي قائمـة في يسوع المسيح. في قناعتي أن تكرار مثل هذه اللقاءات وتكثيفهـا يساهم، من   حيث نعي أو لا نعي، في التربيـة على صدارة يسوع المسيح في الحياة.

أما في المضمون الأبعد فإن خصوصية أيّ لقاء أو اجتماع للعائلات عندي تنبع اليوم من أمرين:

الأمر الأول أنّه يؤشّر الى انتهاء فترة طويلة سادتها إشكاليـة علاقة بين الجسم الحركيّ بآليته اليومية وشريحـة العائلات.  هذه الاشكالية تُرجمت بصعوبات واجهت الحركة في ترسيخ  شرائح العائلات في التزامهم الايمانيّ .

هذا كان سببه الأساسي، من جهة،  شعور الشاب والفتاة المتزوّجين بأنهما قد تخرّجا من صفوف التعليم والإرشاد،  حيث ساهم انهماكهما في شؤونهما العائلية  في تغذية  هذا الشعور ما دفعهما إلى البحث عن أطر التزاميـة “مريحـة” تنسجم مع أوضاعهم الحياتية وتتخطّى الاجتماع الدوري في إطار الفرقة الحركية وغيرها من وجوه الحياة الحركية، ومن جهة أخرى  ثبات الموقف الحركيّ في قناعته بأن أحداً لا يتخرّج من بنوّتــه ليسوع المسيح ومن ترجمة محبّته له التزاماً يومياً.

حضور العائلات في الحياة الحركيـة اليومية، اليوم،  هو دلالة على أن  الانشغالات الدنيوية عجزت عن أن تنال من هذه الشريحـة وصلابة التزامها، وأن هذه الانشغالات “المشروعة” لم تستطع أن تحفر مكاناً عميقاً لها في الحياة الحركية ، وإن المؤسسة الحركيـة لم تساوم على ثوابتها أمام صعوبة كبرى واجهتها.

ولا أبالغ بالقول أنها صعوبة كبرى مؤلمة لأنهـا، فعلاً، شغلت الجسم الحركيّ وأطره القياديـة فترة لا يستهان بها من الزمن، ولأن تخلّي البعض من العائلات  عن حضوره الحركيّ  لم يقتصر على هذا الجانب وحسب بل تخطّاه إلى حدود التخلّي عن حضوره  الكنسيّ بمجملـه. وهذا ما يفسّر ضعف الحضور العائلاتي  العريق في الحياة الحركية.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share