كلمة الأمين العام في لقاء السيدات في الجبل – 7 شباط 2009

mjoa Tuesday March 10, 2009 305
بدايةً أرجو، ونحن  نختم الأسبوع الاول من الصوم الاربعيني المقدّس، أن ينعم علينا الربّ بالقوة والقدرة  لنستمّر في هذه المسيرة المقدِّسة  لذواتنا كي نتأهّل الى الاتحاد، به، في صلبه وقيامته. وهذا سبيله، طبعاً، أن نلتفت اليه وحده، دون غيره من الأمور، فنغذّي وجوه الصلاة والشركة في حياتنا ونترفّع بذواتنا عن الأهواء والأنانيات ونساهم في التخفيف من الام  الفقراء  ونغسل نفوسنا وقلوبنا بالصفاء والسلام وروح المسامحة والغفران، لأن كلّ خصوماتنا الانسانية مهما كبرت وبلغ حجمها وأسبابها فهي، كما قال المطران جورج خضر في عظته الأحد الماضي، تمسي تافهة جدّاً  أمام عظمة المحبة المنسكبة علينا مع الدم النازف من جسد السيّد المعلّق على الصليب.

لهذا السبب، فإن أول ما أرجوه، على هذا الصعيد، هو أن يسهّل علينا هذا الصوم  تخطّي خصوماتنا الانسانيـة وضعفاتنا الشخصية والجماعية، في كنيسة يسوع المسيح، تحديداً،  كي لا نهزل أمام محبّة المسيح بسببها ولكونها تعكس للناس أثر الدنيا فينا وفي وجه كنيستنا التاريخي، أيّ  أثر ابتعادنا عن الله وسمائه. وهذا ما يشكّك الناس في صدقية ايماننا والتزامنا بالربّ. فلعلّنا نخطو، في هذه الفترة، الخطوة الأساس نحو نقض هذا التأثير، المتفاقم اليوم والنافر، ونقود كنيستنا الى جعلها أكثر التصاقاً  بحقيقتها الملكوتية ليكون وجهها وجهاً معمّداً للعالم، مؤثّراً فيه، غير مأخوذ به.

يا إخوة، في بداية وعيي الحركيّ لفتني كلام للمطران جورج كنت أراه معلّقاً إلى حائط بيت الحركة، يقول: “الحركة هي كلّنا إن تناسينا أنفسنا وتبعنا المسيح”. هذا الكلام، إذا تأمّلنا فيه قليلاً، نراه يختصر الجواب على كلّ الاسئلة المتعلّقة بدور الحركة وغاية وجودها ومرجوّاتنا الحركية من أية أسرة من الأسر، كما يجيب عن الأساس الذي نرتكز عليه في رؤيتنا لمفهوم العمل النهضوي ووحدته، ويكشف لنا آفاق الرؤية الحركية، خصوصاً وأن قائله هو أب العائلة الحركية.

أول ما يدلّنا اليه هذا الكلام هو أن صاحب القضية النهضوية هو يسوع المسيح دون أحد غيره. وأن الحركيين، حميعاً، قياديين كانوا أم  أعضاء، بمن فيهم المؤسّسين الذين استحالت هياكلهم قنوات عبور للروح في كنيسة أنطاكية، ومن حفر التزامه وأفكاره وارشاده أسساً عميقة في حياة الحركة وشبابها، هم عمّال حقل الربّ الحركيّ هذا وليسوا بمالكيه.

ويدلّنا، ثانيًا، إلى أن الانتماء الى حركة الشبيبة الأرثوذكسية هو أسمى، في عمقه وحقيقته، من أن يكون انتماءً الى جماعة بشرية، أياً كان ما تتحلّى به أو تُطبع فيه، ومن أن يكون انتماء الى فكر أحد أو جماعة أحد، لأنه انتماء الى قضية المحبّة التي أعلنها لنا يسوع المسيح بالفداء.
وثالثاً، يدلّنا إلى أن هدف هذا الانتماء لا يمكن أن يكون إلا واحداً وثابتاً لا يخضع، لأيّ سبب أو ظرف، الى اجتهادات ومتغيّرات لأنّ منطلقه وغايته ومِلأه هو الاله الواحد الذي لا  يتغيّر.

هذا ما أختصره  بالقول أن  كلّ شخص في الحركة، أياً كان جيله أو ميزاته  أو “مواهبه” أو خصوصياته الناشئة من وضع عمري أو اجتماعي، وأيّا كان الزمان الحركيّ الذي يعيشه، فإنّه ينتمي الى هذه القضية التي دلّنا اليها وحملها أمامنا وكشف لنا آفاقها الايمانية والشهادية وفرح الخلاص بالتزامها جورج خضر وكوستي بندلي والياس مرقص والبير لحام  وغيرهم ممن استحقّ معهم، على مرّ سنين النهضة،  أن يُدعى تلميذاً ليسوع المسيح.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share