هذا كلام وَجَّهَه الرب يسوع الى الجمع وتلاميذه كما سمعنا في انجيل هذا النهار الذي ينتصف صومنا الأربعيني المقدس. ان كانت غايتنا في هذه المسيرة المباركة ان نجد الله حقيقة فها هو بنفسه يؤكد لنا كيف يتحقق ذلك، يقول لنا بوضوح: تريد أن تأتي اليّ! لا تظن ان مرادك مستحيل! انه ممكن بنعمتي أنا! لا تخف من الخيبة ولو تعبتَ في سيرك في الطريق الوعر الذي يؤدي الى الخلاص الذي اعطيه لكَ ولجميع الذين يسعون اليَّ من كل قلوبهم. ارادتك حسنة جداً ككل شيء خلقته فيك أيها الانسان. فأنت لا تباع ولا تشترى . أنت لست سلعة. أنا افتديتك بدمي الكريم وأعطيك قوة تفوق كل قوة في هذا العالم لكي يتحقق ما تريد! المهم أن تتكل عليَّ فقط.
أيها الأحباء رُفِعَ الصليب في هذا الأحد لكي ننظر اليه فنجد عليه من نسعى وراءه. لن نجده اذا لم نات الى صليبه لأنه من العبث أن نتصور تحقيق لقائنا به “خارج” صليب غرسه في “وسط الأرض” لكي يجذب اليه “الجميع” فيخلصون. ولذلك أكد لنا ان نحمل “صليبنا” لكي نتمكن ان نتحد به على صليبه. وصليبنا موجود في حياة كل يوم، بل في كل لحظة من لحظات حياتنا. المهم الاّ يكون بالنسبة لنا، هذا الصليب “الثقيل” الذي نكاد نرزح تحت وطأته، حملاً نستعفي منه لأننا نعتبر أنفسنا غير قادرين على ذلك، وهذا الشعور ينبغي الاّ نستغربه لأنه واقعي ويلازمنا دوماً لأننا بشر. انما لكي لا نقع في فخّه ونستسلم، “ننظر” الى من بسط يديه على صليبه لكي يعطينا قوة أن نسير معه في درب صليبه، فنضم صليبنا الى صليبه لنأخذ منه معنى لصليبنا وقوة لننال فيه الانتصار.
أهلنا الرب أن نتابع المسيرة الخلاصية كي نسجد لصليب الهنا فنرى قيامته المجيدة. آمين.
العدد 11 – في 14 آذار 1999
الأحـــد الثالث من الصوم
أحد السجود الصليب