من أجلهم أقدس ذاتي – المطران بولس (بندلي)
في الأحد الاول بعد عيد العنصرة رتّبت الكنيسة المقدسة أن نعيّد لجميع القديسين وهذا العيد يشمل المؤمنين أجمعين إذإانهم يؤلفون جماعة تُدعى “شركة القديسين”.
إن القداسة تنبع من القدوس الواحد، الرب الواحد، يسوع المسيح إنها تُستمد منه لأنه ينبوع القداسة. إنها، بنعمة الروح القدس الذي حلَّ على الرسل القديسين الأطهار والذي يحل باستمرار علينا وعلى القرابين التي نقدم في خدمة الذبيحة غير الدموية التي تُسمى “القداس الالهي” أي تلك الخدمة التي نُدعى فيها أن نتقدس والقرابين بحلول الروح القدس علينا وعليها، أما هي فتتحول إلى جسد ودم القدوس الواحد وأما نحن فنُدعى أن نتحول كي نتقدم من الغذاء الإلهي ونتقدس به عندما نتناوله بخوف الله وإيمان ومحبة.
فالقداسة لم تعد محصورة بفئة من البشر دون سواهم. ولذلك عندما نتأمل بقداسة القديسين الذين نكرّمهم فليس لكي نفكر بأننا غير قادرين أن نمتلكها في حياتنا ولكن بالحري لكي ننظر اليها كنموذج لحياتنا، لحياة كل إنسان منا، فنتقوى بالنعمة لكي نجاهد جهاد أولئك القديسين ونصل معهم إلى القداسة التي في المسيح يسوع.
وفي صلاة الرب يسوع إلى الآب قبل الآلام الخلاصية أعلن قائلاً: “ولأجلهم أقدس أنا ذاتي ليكونوا هم أيضاً مقدسين في الحق” (يوحنا 19:17). وكان الرب يتحدث عن تلاميذه الذين سأل أباه أن “يحفظهم في اسمه ليكونوا واحداً كما هو والآب” (يوحنا 11:17) ولكنه فيما بعد “سأل الآب من أجل الذين يؤمنون به بكلامهم” (يوحنا 20:17) أي شمل الرب بمحبته “كل إنسان” عبر الأجيال المتتالية سيؤمن به. اذاً نرى كيف أننا كنا حاضرين في صلاته إلى الآب حيث أكد أن يقدس ذاته، هو القدوس الواحد ومصدر القداسة، لكي نكون نحن أيضاً مقدسين في الحق.
فيا لتحنن إلهنا الذي يفوق العقل،إنه يموت من أجلنا لكي يقدم لنا التقديس بالدم المسكوب والجسد المكسور ويلحّ إنه يريدنا مقدَّسين.
كم هو عظيم هاجس إلهنا بالنسبة للاتحاد به كي نتقدس. أرجو أن نكون منتبهين إلى هذا الكلام فنتقدس جميعنا بالحق. آمين.
العدد 26 – في 25 حزيران 2000
الأحد الأول بعد العنصرة
أحـــد جميع القديسين