الرســــــل – المطران بولس (بندلي)

mjoa Friday September 23, 2016 68

الرســــــل – المطران بولس (بندلي)

لقد عيّدت الكنيسة المقدسة يوم الخميس الماضي في التاسع والعشرين من حزيران للقديسين هامتي الرسل بطرس وبولس وهما مؤسسا كرسينا الانطاكي المقدس وأيقونتهما مرسومة على الخاتم الرسمي لبطريركيتنا، كما عيّدت يوم الجمعة أول أمس في الثلاثين من حزيران للرسل الاثني عشر مقيمة تذكاراً جامعاً لهم.
انهم رسل أي مرسلون -واذا تساءلنا من هو الذي يرسلهم؟ نجد الجواب في كلام الرب يسوع: ها أنا مرسلكم… انهم رسل الرب يسوع المسيح- اذاً ليسوا مرسلين من أي كان بل من الاله المتجسد الذي صُلب ومات وقام في اليوم الثالث من أجل خلاص كل الجنس البشري دون استثناء أحد.

أما فحوى الرسالة التي يُطلب منهم أن ينقلوها، فهي ان الرب تحنن على الإنسان مخلوقه المميّز بين كل خلائقه اذ هو على صورته ومثاله، تحنن عليه لأنه ابتعد عنه فأساء استعمال حريته التي وهبه اياها وسقط، نظر اليه وهو ملقى في عمق مأساته وانحدر اليه بدافع حنوّه الخاص وشاركه في طبيعته الانسانية دون أن تمسه خطيئة وصلب ومات ودفن وقام من القبر في اليوم الثالث وبقي أربعين يوماً يتراءىلتلاميذه مؤكداً لهم انه حي وصعد إلى السموات وجلس عن يمين الله الآب داعياً الجنس البشري ان يصعد معه لكي يكرَّم بالجلوس عن يمين الله. ولكي لا تبقى كل هذه الأمور وكأنها محصورة في حقبة من التاريخ وتقام ذكراها كحدث مستقل عن حياة الإنسان المخلَّص أرسل الرب روحه الكلي قدسه فحلَّ على التلاميذ وألهبهم وفتح أذهانهم لكي يفهموا الكتب المقدسة ودفعهم إلى البشارة لنقل الرسالة الخلاصية التي أمنهم عليها.
الرب أرسل رسله القديسين الأطهار لكي ينقلوا بشارة الخلاص إلى الناس الرازحين تحت ثقل الخطيئة واليأس والموت الناتجين عنها. والناس لم يقبلوا الرسالة بسهولة لأنها كانت تدعوهم إلى اماتة الإنسان القديم فيهم والى خلعه التام مع شهواته لكي يلبسوا المسيح، آدم الجديد، فيصبحون خليقة جديدة ولذلك حاربهم الناس بشراسة عظيمة.
وقد قال لهم الرب: “ها أنا مرسلكم كخراف بين ذئاب…” الله لم يخفِ عنهم صعوبات نقل الرسالة التي تعرضهم إلى الموت -ولكنهم صمدوا وكلمة الله لم يستطع أحد أن يقيدها فيهم فنصرخ اليهم قائلين:
“أيها الرسل القديسون تشفعوا إلى الاله الرحيم أن ينعم بغفران الخطايا لنفوسنا” .آمين.

العدد 27 – في 2 تموز 2000
الأحــد الثاني بعد العنصرة

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share