الصورة الطاهرة – المطران بولس (بندلي)
في غداة عيد رقاد العذراء الكلية القداسة والدائمة البتولية مريم تعيّد الكنيسة المقدسة للصورة الطاهرة للسيد الرب ابن العذراء داعية المؤمنين أن يسجدوا لها -وهذه الصورة المحفوظة في أديسا (الرها) وقد نقل إلينا تقليد مقدس أنها ارتسمت على منديل عندما مسحت امرأة تدعى فيرونيكا وجه الرب المدمى وهو في طريقه إلى مكان الصلب حيث سيعلّق بين المجرمين وحيث سيصبح لا صورة له بسبب الآلام كما قال أشعياء النبي في وصفه لرجل الآلام يسوع المسيح.
لنتأمل أيها الأحباء كيف أن الذي به كان كل شيء وبه توجت الخليقة بأسرها بخلق الإنسان على صورة الله البهية، عندما رأى الإنسان قد شوّه الصورة الجميلة جداً التي منحه اياها خالقه وذلك بسبب استسلامه للخطيئة التي قطعت صلته بالله مصدر جماله، تنازل أن تتكون فيه هذه الصورة البشرية عندما قبل جسداً أعطته اياها أمه التي عيّدنا لرقادها في الأمس وذلك بحلول الروح القدس عليها، أعطته هذه الصورة فما كان به الاّ وأن أصعدها إلى الصليب حيث أصبح لا صورة له لكي يعيد الإنسان بالقيامة إلى صورة الجمال القديم.
يا لعظمة تحنن إلهنا -انه يتبنى صورتنا البشرية مستمداً اياها من عذراء نقية عرفت أن تقول نعم للرب ولتصميمه الخلاصي فيما يتعلق بالانسان فأتت “الصورة الطاهرة” التي للسيد وحلت مكان اللاصورة واللامنظر لكي تؤكد أن الله يفتقد الإنسان مهما ابتعد عنه فطوبى للذي يسمع صوته ولا يصم أذنيه بل يقول كما نذكر في طروبارية هذا العيد الشريف وهذا الكلام يتلوه الخادم كل ما استعد لدخول قدس الأقداس عندما يسجد أمام أيقونة السيد قائلاً: “لصورتك الطاهرة نسجد أيها الصالح مستمدين مغفرة زلاتنا أيها المسيح الاله لأنك سررت أن تصعد بالجسد على الصليب لتنجي جبلتك من عبودية العدو لذلك نهتف إليك بشكر لقد ملأت الكل فرحاً اذ أتيت لتخلص العالم”.
فأهلنا يا رب أن نسجد لوجهك الذي قبلته مشوهاً بالآلام لكي تجدد وجوهنا وتجعلها تلمع كالشموس مستنيرة بنورك الذي لا يغرب أبداً.
نشرة البشارة
العدد 33 – في 19 آب 2001
الأحد الحادي عشر بعد العنصرة