الصليب – المطران بولس (بندلي)
أول أمس عيّدنا لعيد رفع الصليب الكريم، هذا الصليب الذي كان أداة لمقاصصة المجرمين، وكان يلعن كل من يعلق عليه بسبب تعديه للوصايا الإلهية ولكل شريعة، فكان قد كتب أنه ملعون كل من علق على خشبة. أصبح على حد قول الرسول بولس: “فخراً حقيقياً” إذ نسمعه يقول: “أما أنا فحاشا لي أن أفتخر إلاّ بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به صلب العالم لي وأنا صلبت للعالم”.
فالتحول هذا تم عندما قبل الموت على الصليب من هو واضع الشريعة والحمل البريء من كل خطيئة إذ يعرف عنه يوحنا المعمدان قائلاً: “هذا هو حمل الله الرافع خطيئة العالم”.
ويقول بولس في الرسالة الى أهل غلاطية: “إن المسيح صار لعنة من أجلنا (في تنازله على أن يحسب بين المجرمين)، ولكنه بصليبه أعطانا البركة التي أعطيت لإبراهيم أب الآباء عندما قال له الله: “لأباركنّك تبريكاً”.
وقال له أيضاً من نسلك تتبارك الأرض، أي من الرب يسوع المسيح الذي صلب ومات على الصليب، تأتي البركة للأرض وما فيها وخاصة “البشر” المدعوين أن تتجدد فيهم صورة الجمال القديم الممنوح له من الله إذ خلقهم على صورته ومثاله.
هلم يا مؤمنون نصافح عود الحياة ونصرخ نحو إلهنا المصلوب عليه لخلاص الجنس البشري بأسره: إشتريتنا من لعنة الناموس بدمك الكريم لما سمرت على الصليب وطعنت بحربة، فأهلنا يا رب أن نسجد لك مصلوباً وناهضاً من بين الأموات.
نشرة البشارة
الأحد 16أيلول 2007
العدد 37