تقديس الماء – المطران بولس (بندلي)
“قدسني والمياه” هذه الكلمات نوجهها الى الرب يسوع المسيح في هذا العيد المبارك، عيد الظهور الإلهي، حيث شهد الله الآب بصوته للابن الإله الأزلي المتنازل أن يطلب أن ترتفع يد يوحنا السابق البشرية كي تسكب ماء نهر الأردن لتعمده، فيؤكد حقيقة الكلمة الروح الإلهي الحال بهيئة حمامة.
تقدست المياه بدخول السيد الرب إليها وها إن الكنيسة تصلي كي نتقدس نحن أيضاً، فتكون غاية الكنيسة الأساسية أن يتقدس الإنسان نفسه. ولذلك أيها الأحباء نصلي من أجل تقديس الماء، فهذه العملية ليست سحرية، إنها تتم بحلول الروح القدس على الماء فنهتف “اليوم طبيعة المياه تتقدس” فمادة الماء لا تتغير بتركيبها المادي ولكن تدخلها نعمة الروح القدس فتعطيها قوة التقديس لمن يتناولها بإيمان، تمنجها قوة التكريس لمنازلنا حيث نسكن ولذا يمر الإخوة الآباء بالماء المقدس لكي ينقلوا الى منازلكم نعمة التقديس هذه. ويلاحظ الآباء كم تستقبلون هذه الهبة الإلهية بلهفة وورع وكم يلح البعض أن يأخذوا من هذا الماء فيحفظوه بركة لهم ولمنازلهم ولأهل بيوتهم طيلة العام. وهذا ما يُفرح القلب.
وطبعاً أنتم تدركون بأنكم إذا قدمتم لمبارككم شيئاً من مالكم لستم تدفعون ثمن هذه البركة التي لا تثمن والتي تدخل منازلكم، فإنكم تعبرون هكذا عن مشاركتكم البنوية في حياة رعاتكم. ولا تهتموا البتة بكمية ما تقدمون، فالبركة الإلهية ونعمة التقديس تدخل منازلكم وحياتكم، وأعرف إنكم تقبلونها بشكر عميق.
نسأل الله أن يمن علينا جميعاً بالتقدس الإلهي فندخل حياة الثالوث الإلهي القدوس ونتمم القداسة التي يدعونا إليها القدوس الواحد الرب الواحد يسوع المسيح لمجد الله الآب بحلول الروح القدس علينا. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 6 كانون الثاني 2008
العدد 1