إستغاثة مريم المصرية بمريم والدة الإله – المطران بولس (بندلي)
في هذا اليوم الذي هو الأحد الخامس من الصوم الأربعيني المقدس، رتبت الكنيسة المقدسة أن نقيم تذكار أمنا البارة مريم المصرية.
فعندما مسّت النعمة الإلهية قلبها عند مدخل كنيسة القيامة، وفهمت أن استحالة دخولها إليها لم يسببها سوى خطاياها الكثيرة، وإذ تحولت دموعها من دموع الغيظ المتأجج في قلبها الى دموع التوبة التي جعلتها تكتشف أن خطاياها الكثيرة هي التي كانت الحاجز الحقيقي في طريقها، نظرت حينئذ الى أيقونة، السيدة العذراء الدائمة البتولية مريم، التي كانت تراها عبر الباب الذي لم تتمكن الدخول منه، وصرخت إليها نداء إستغاثة قائلة: يا عذراء، يا كلية النقاوة الأقدس من كل القديسين، “اسمحي لي أن أدخل فاسجد لصليب ابنك الإلهي، وإنني أعدك بألا أعود الى حياتي الماضية المثقلة بالخطايا”.
فسميتها الحاملة إبنها مخلص العالم بأسره، إستجابت طلبها على الفور، فدخلت مريم وسجدت لصليب الرب يسوع، وهي تذرف الدموع الغزيرة على ذنوبها السالفة التي دَنّست بها حياتها، ولكن الدموع التي بللت الأرض، كانت ممتلئة بفرح عظيم لثقتها بأن إلهها الحمل القدوس، غسل بدمه الخطايا السمجة التي ملأت حياتها حتى هذه اللحظة، مؤكداً لها ما قاله عبر نبيه اشعياء: “إن كانت خطاياكم حمراء كالقرمز، فأنا أبيضها كالثلج”. فكان لسان حالها ما قالته مريم والدة الإله إبان زيارتها الى أليصابات: “تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر الى تواضع أمته”.
فيا أيها الأحباء، عظيمة التوبة التي قدمتها مريم العائدة من فجور الخطيئة، عظيمة هي رحمة إلهنا.
فبشفاعات العذراء مريم والدة الإله الكلية القداسة والدائمة البتولية والبريئة من كل العيوب، نتوسل الى إبنها الإلهي أن يرحمنا ويجعلنا نتابع جهاد صومنا ناظرين الى رئيس كهنة سفك دمه من أجلنا كي ينقذنا من حمأة أفعالنا ويعطينا أن نبيض مثل الثلج فنمجده الى أبد الدهور. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 13 نيسان 2008
العدد 15