ولهذا، كلّمـا قذفَنا اللهُ بمن جسّدَ تلكَ الحلاوةَ هيكلاً بشاريّاً، محترقاً بالمحبّةِ، مملوءاً بالكلمةِ، تلقّيناه علامةَ زمانٍ إلهيةً سكنت ضمائرَنـا لتعبُرَ منها الى قلوبِ البشرِ، وتجعلَ منّا شهودَ خلاصٍ في المسيحِ الربّ.
من هنا، شئنا المطرانَ بولس بندلي محوراً لمنتدانا، اليوم، لنسطّر بعطائِه هذه الشهادة بأبهى كلامٍ وأصدق تعبير. واستحضرنا وجوهَ القداسةِ في حياتِه بيننا لنمدّها فسحةَ رجاءٍ تذوب، في نورِها، الظلمةُ من القلوبِ، ويخفُتُ، في وهجِها، أنينُ الروحِ في الفقراء. وابتغينا سيرتَهُ حيّةً أمامَنا لتتقّد برودتُنا، كما شاء هو، بحرارةٍ حقيقيةٍ من ذاك الذي يجعلنُا نتّقدُ بجمرةٍ إلهيةٍ.
فليس همُّنا، أبداً، أن نكرّمَ راحلاً من نسيجِ ما ننتمي اليه، ونرفعَ مقامَ من احتضن المزودَ نافخاً فيه الدفءَ ليرتاحَ المسيح. همُّنا أن نتعلّمَ ونُعلّمَ كيف تُبنى عروشُ “الصغارِ” في القلوبِ وترتفعُ في كنيسةِ الناصري،. كيف نكوّنُ فرحَ القيامةِ في عيونِهم,. كيف نُتلمِذُ للمسيح ونكون رسلَ عصرِنا.
همُّنـا أن نُبرزَ جمالَ إيقونةِ السيّدِ في أسقفٍ، ونشدَّ ذواتِنا وحركتَنا وكنيستَنا وعالَمنـا الى معيّـةِ المحبةِ الانجيليةِ المجسّدة. فنحيا، معاً، لحظاتٍ شركويةٍ نتكّىء فيها على صـدرٍ من لدنِ الربِّ لنجيبَ كلَّ من يتساءل عن حقيقةِ الدعوةِ الإلهيـةِ لنـا أن ’’كونوا قديسين كما أن أباكُم السماويّ هو قدوس‘‘. ’’تعال وانظر‘‘.