- “هل يجب لفظ كلمة “الشيطان” أمام الأطفال؟ وكيف ننزع هذه الفكرة من رأسهم بأنه حيوان مخيف، أو كائن فائق الطبيعة… وإن بدأنا باستعمالها ففي أي عمر (الشاهدين مثلاً) وإن لم نستعملها فبمَ نعوّض عنها للتعبير عن الشرّ؟”*
***
لا بدّ برأيي من ذكر الشيطان، لأنه مذكور في الإنجيل بشكل رئيسي من جهة، ولأنه وارد على ألسنة الناس في محيطنا من جهة ثانية (مثلاً في العبارة الشائعة: “يلعن الشيطان”).
إلا أنه ينبغي:
- عدم التركيز عليه، وكأنه قطب يساوي الله من حيث الأهمية. فالتركيز ينبغي أن يتم على الله وحده وعلى محبته لنا ودعوته إلينا بأن نستجيب لهذه المحبة فنحيا ونفرح. ذكر الشيطان ينبغي أن لا يأتي إلا في معرض العقبات التي تعرقل تلبيتنا لدوة الله.
- عندما يُذكر الشيطان، ينبغي أن نوضح للأولاد أنه كائن لا يُرى (كما أننا لا نستطيع أن نرى أفكارنا) وأن الصورة التي يـُمثّل بـها عادة إنما هي مجرّد تعبير عن بشاعة أفكاره وأعماله، وأن بشاعته هذه أتت من كونه، وهو ملاك صالح في الأصل، أراد أن يعتبر إرادته فوق إرادة الله، فابتعد بذلك عن الخير وصار شريراً وأصبح يحاول أن يكسب الناس إلى شره.
- ينبغي أن نؤكّد للأولاد أن الشيطان، رغم اقتداره، لا يستطيع شيئاً ضد الذي يضع ثقته بالله ويعطي قلبه لله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*أجيب عنه في 6/4/1985 في حلقة تدريب لمرشدي الطفولة في أبرشية طرابلس الأرثوذكسية.