أصله من مقاطعة آسيا، في الجهة الغربيّة من آسيا الصغرى. كان جنديًّا في أيّام الإمبراطورَين داكيوس وفاليريانوس، ولعلّه كان ضابطًا. حدث أثناء حملة ضدّ البرابرة أن ظهر له ملاك من نور ووضع في يده سيفًا وقال له: “بهذا السّيف تغلب”. فامتلأ مركوريوس حماسًا واندفع صوب معسكر الأعداء فلم يقف في وجهه أحد، وظلّ مندفعًا إلى أن بلغ قائد البرابرة ريغاس فقتله. وإذ انتشر بين البرابرة خبر سقوط زعيمهم انهزموا هاربين. أمّا مركوريوس فاستدعاه الإمبراطور وأكرمَه وأعطاه لقبًا رفيعًا وولاّه على قسم من جيشه رغم صغر سنّه، إلّا أنّ أحد الحسّاد نقل إلى الإمبراطور أنّ مركوريوس مسيحي فاستدعاه الإمبراطور وطلب منه أن يذبح للأوثان فأبى واعترف بالمسيح، وعبثًا حاول الإمبراطور ردّه عمّا اعتبره ضلالًا فأسلَمه لعذابات مروّعة وألقاه في السّجن، وأخيرًا نقله إلى قيصرية الكبادوك حيث تمّ إعدامه بقطع الهامة. لم يكن قد تجاوز الخامسة والعشرين وكثيرون من المرضى شفوا ببركة رفاته.