القدّيس البارّ مكسيموس اليونانيّ

mjoa Sunday January 21, 2024 236
maximthegreekالقدّيس مكسيموس من عائلة عريقة في البليوبونيز. وُلد قرابة العام 1470م. ذهب حدَثًا إلى إيطاليا ودرَس على معلّمين مشهورين بثقافتهم الهيلينيّة. ترهّب في دير فاتوبيذي في الجبل المقدّس (آثوس). امتاز بتواضعه وخفَره. كرّس معظم وقته للدّرس والتأمّل. بعد عشر سنوات أوفد إلى روسيا بدعوة من الأمير الكبير باسيليوس إيفانوفيتش. مهّمته كانت أن ينقل إلى السلافيّة كتاب المزامير وسائر الكتب اللّيتورجيّة الأخرى. الترجمة الموفورة عن اليونانيّة كانت معيوبة. الشعب الروسيّ آنذاك كان في جهل، لا سيّما بعد غزوات التتار. الجوع الروحيّ كان شديدًا، رغم مقاومة البعض، حقّق مكسيموس إنجازًا طيّبًا. أُلزم البقاء في روسيا لمزيد من الترجمة وتنقيح الكتب اللّيتورجيّة وتوعية الناس. ذاع صيتُه فحسَدَه بعض الرّهبان الروس. وجَد نفسَه من حيث لا يدري وسط صراع حول الأوقاف الديريّة. اتُّهم فيما بعد، بالتآمر على الأمير وحكمت عليه محكمة نسيّة، سنة 1525م، بالهرطقة. نُفي إلى أحد الأديرة. عانى من البرد والجوع. عامله أعداؤه بقسوة. بات محرومًا من كلّ شيء. مع ذلك كتب مقالات لاهوتيّة بالفحم على جدران قلاّيته. نُقَل إلى دير في “تفير”، ورغم كلّ الصعوبات التي وجَد نفسه فيها تابع عمَله اللّاهوتي وكتب العديد من الرّسائل. نُقَل في أواخر أيّامه إلى لافرا الثالوث القدّوس، القدّيس سرجيوس حيث نَعِم بحرّية الحركة. استمرّ في إنتاجه الأدبيّ إلى أن رقد في الربّ عن عمر ناهز السادسة والثمانين. القدّيس مكسيموس هو أكثر الكتَبة خصبًا في روسيا القديمة. عمِل على صدّ التيارات الفكريّة الغربيّة ونقَل للشعب الروسيّ كنوز الرّوح والأدب البيزنطيّ. بعد موته بفترة قصيرة أُكرم كشهيد واعتُبر بمثابة منير لروسيا.
0 Shares
0 Shares
Tweet
Share