تذكار القدّيس الرّسول تيموثاوس (+ القرن الثاني الميلاديّ)

mjoa Monday January 22, 2024 317

تيموثاوس ، الاسم، يوناني معناه “عابدُ الله” أو “من يُكرِم الله”. من أبٍ وثنيّ وأمّ يهوديّة تدعى أفنيكي وله جدّة اسمها لوئيس. كان لأمّه وجدّته، بشهادة الرّسول بولس، إيمان عديم الرّياء أخذه تيموثاوس عنهما. عرَف الكتب المقدّسة منذ الطفوليّة لكنّه انضمّ إلى أمّة اليهود بدليل أنّه لم يختتن إلّا بإيعاز من الرّسول بولس لضرورات بشاريّة. أغلب الظنّ أنّ تيموثاوس كان من لسترة، كما يغلب الظنّ أنّ أمّه وجدّته قبِلتا الايمان بالربّ يسوع إثر قدوم الرّسول بولس إلى دربة ولسترة خلال رحلته التبشيريّة الأولى. وأمّا تيموثاوس فتبع بولس وتأثّر بتعليمه وآلامه، في أنطاكية أو في إيقونية ولسترة.  بولس سمع من أهل لسترة ودربة شهادة حسنة عن تيموثاوس، فلمّا كان بحاجة إلى رفيق معاون له في أسفاره وكرازته أخذ تيموثاوس معه، ومن المرجّح أنّ بولس هو الذي عمّده، كما أنّه هو الذي وضع يده عليه بعدما بانت موهبة الله فيه. جالَ تيموثاوس مع بولس في فيرجيا وغلاطية وتسالونيكية وبيرية وأثينا إضافة إلى قيصريّة فلسطين وإلى رومية، كما كان موفدًا شخصيًّا إلى أماكن عدّة كتسالونيكي وكورنثوس وفيليبي وأفسس، وكان له دور فاعل في كلّ هذه الجولات، وهو أبدى أمانة للرّسول لذا قال عنه الرّسول بولس إنّه الأمين في الربّ ويعلّم كما يعلّم هو نفسه في كلّ مكان وفي كلّ كنيسة، كما اعتبره في بعض الحالات نسخة عنه. كانت العلاقة بينهما كعلاقة الأب بابنه، خدَم معه لأجل الإنجيل، هذا نلاحظه من طريقة مخاطبته له في كثير من المقاطع في رسائله: الابن الحبيب، تيموثاوس، الأخ، إنسان الله، الابن الصريح. خاطبه بولس بكثير من العطف والحنان والمحبّة، وفي اعتقاله اتّجه ذهنه إليه ليكون بقربه. حرص بولس على تزويده بكلّ ما رآه محتاجًا إليه من الوصايا والدعم والنصائح. ورَدَ في التراث أنّ تيموثاوس التقى بيوحنّا الحبيب في أفسس وأخذ منه بركة ونعمة، ولمّا تمّ نفي يوحنا، ساسَ تيموثاوس الكنيسة في أفسس، وذات يوم فيما كان الوثنيّون يحتفلون بأحد أعيادهم، حاول تيموثاوس ردّهم عن ضلالهم فثاروا عليه كالوحوش وضربوه بشدّة، فجاء بعض تلامذته وسحبوه من بينهم نصف ميت لكنّه ما لبث أن رقد بعد قليل.

طروباريّة القدّيس تيموثاوس
لما تعلَّمتَ الصالحات، واستيقظتَ في جميع الأحوال، لابسًا النيَّة الصالحة كما يليق بالكهنوت، تلقَّنتَ من الإناء المصطفى الأسرار الغامضة الوصف، وإذ إنَّك حفظتَ الإيمان أتممتَ السعي القويم، أيّها الرسول تيموثاوس، فتشفَّع إلى المسيح الإله أن يخلِّص نفوسنا.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share