القدّيس البار ديادوخوس أسقف فوتيكي (+ القرن الخامس الميلاديّ)

mjoa Friday March 29, 2024 362

all_saintsوُلد القدّيس ديادوخوس في مطلع القرن الخامس الميلاديّ وتسقّف على الإبيريّة القديمة بين العامَين 451 و485م. فوتيكي، مركز الأبرشيّة، بلدة صغيرة في الناحية الغربيّة من اليونان. جرى نفيُه إلى قرطاجة في أواخر أيّامه. اعتُبر من أبرز الذين قاوموا بدعة الطبيعة الواحدة. كان أبًا روحيًّا لشركة رهبانيّة. ويستخلص من مواعظه ومقالاته أنّه تمتّع بثقافة وخبرة واسعتَين وكان على نقاوة في اللّغة وسلاسة في التعبير كبيرتَين. تمتاز روحانيته بالإتّزان والإعتدال وسلامة الرأي. كما قاوم جماعة “المصلّين”، هؤلاء ظهرت بدعتهم في البلاد السوريّة عبر نسّاك متنقّلين ومتجوّلين وانتشرت بسرعة في آسيا الصغرى، كانوا يقولون إنّ المعموديّة وبقيّة الأسرار لا طاقة لها على طرد الشيطان من النفس بالكامل وإنّ الشيطان يبقى مساكنًا للنعمة الإلهيّة في القلب، فقط بالصلاة المتواصلة يطرد من القلب، وهذا متى تمّ يجعل الانسان كاملًا فلا يعود بحاجة للخضوع للوصايا ولا تفيده الأسرار الكنسيّة. الغاية الأخيرة عندهم كان بلوغ اللّاهوى من خلال الصلاة. ديادوخوس نقض قول “المصلّين” بإمكان مساكنة روح الحقّ والكذب في النفس في آن معًا وكفاية الصلاة. وإذ ادّعوا أنّهم ببلوغهم اللّاهوى يعاينون ما في القلوب متحوّلًا أقنومًا واحدًا، نسَب ديادوخوس رؤاهم إلى إبليس مؤكِّدًا أنّ كلّ رؤيا نورانيّة هي استباق للسماء لا نستحقّه. تحتلّ النعمة في لاهوت قدّيسنا مكانة مرموقة. كما يوكّد إنّ الصلاة ذكرها هو داخليًّا مستديمًا. فالذّكر المقرون بالصمت يحفظ حرارة النفس وإجتماعها وخشوعها ويأتي بالقلب إلى النخس والوداعة. وهو يعتبر من أهمّ روّاد صلاة اسم الربّ يسوع. كذلك يوكّد ضرورة الجهاد النسكيّ كون الجسد حليف الأرواح الشريرة، من هنا اعتباره الفقر أفضل من الإحسان، والإمساك اسمًا مشتركًا لسائر الفضائل، والصبر على المرض استشهادًا. تأثير ديادوخوس شمل الشرق والغرب معًا.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share