كان القدّيس من عائلة تقيّة من Petch في صربيا، كان بطبعه هادئًا. مالَ منذ حداثته إلى الصوم والتردّد على الكنيسة ودراسة الكتب المقدّسة. إثر وفاة أبيه، رغِب في اقتبال الحياة النسكيّة، فذكّرته والدته بواجباته تجاه شقيقته، هيلانة، فلازم المنزل الأُسَريّ وضاعف أتعابه النسكيّة. فلمّا انصرفت أمّه إلى ربّها، قرّر وشقيقته أن ينخرطا في الحياة الرّهبانيّة، قبِل الإسكيم الرهبانيّ من يد راهب شيخ كان يقيم غير بعيد عن قريتهما. ثمّ بنى لنفسه ولشقيقته قلاّيتين صغيرتين وشرعا في السيرة الملائكيّة. وإذ أخذ الأهل والأصدقاء بإقلاق سكينتهما حاملين إليهما المؤن، انتقلا إلى موضع أبعد. ولكن، هناك أيضًا لم تكن فضائلهما لتُخفى فأخذ الزوّار يتدفّقون عليهما. حاول بطرس أن ينتقل، دون شقيقته، إلى مكان مجهول لكنّه لم يخفَ عن ألحاظ هيلانة فرافقته إلى جبل عالٍ فوق Prizren، بقرب قرية اسمها كوريتشا تُعرف اليوم بـ”كاباخ”. وإذ رقدت هيلانة بالربّ، بعدما أضنتها الطريق، رسم القدّيس عليها إشارة الصليب وتابع المسير ليحيا وحيدًا دونما عزاء بشريّ. عاش سنوات طويلة في مغارة كابَد فيها البرد القارس والحرّ الخانق، وِفق الفصول، يغتذي بالبلّوط والأعشاب البرّية، وكانت الحيوانات تؤنّسه في مسكنه. وفي يوم جاءه رهبان رجوه بدموع أن يقبلهم ويعلّمهم سيرة الهدوء. رأى القدّيس في قدومهم إليه علامة دنوّ مغادرته إلى الربّ الإله، فعيَّن لهم موضعًا من المغارة طالبًا منهم أن يحفروا قبرًا. ثمّ أطلعهم على سيرة حياته وجهاداته وأنعام الله عليه. وبعدما أسلَمهم التعليم، مرِض. وإذ ساهم القدُسات هتف: “المجد لله على كلّ شيء!”. وبعدما صلّى بحرارة صامتًا، اختلى عنهم ورقد بسلام في الربّ يوم الخامس من حزيران سنة 1270م. في تلك اللّيلة، أمكَن الناظرين معاينة وهج كميّة كبيرة من الشموع تضيء المغارة التي امتلأت من العطر الإلهيّ. بعد ذلك بنى الملك دوشان كنيسة ضمّت رفاته العجائبيّة، وفي نهاية القرن السادس عشر، نُقلت الرّفات إلى دير تشرناريكا، بقرب Novi Pazar، لحفظها من العثمانيّين.