كان القدّيس بفنوتيوس ناسكًا في مدينة دنطرة في مصر. قبَض عليه الحاكم أريانوس أيّام الإمبراطور ذيوكليسيانوس لأنّه كان يستقطب العديد من الوثنيّين إلى المسيح بأعماله وطريقة حياته. أنذره ملاك الربّ بقرب استشهاده. وهكذا مشى أمام الجند إلى دار الولاية، حيث عذّبه الوالي جِدًّا فكان جسده يتلقّى الضربات والتمزيق فيما نور المسيح يشعّ من وجهه في انكسار كبير. فعُجِبَ الوالي لحاله وعرف منه كيف يصير معه ذلك، ثمّ أُلقِيَ في السّجن فلم يكفّ عن رفع يديه إلى السماء والصلاة من أجل المدينة كلّها. وقد كانت صلاته حارّة لدرجة أنّ نور الربّ ملأ المكان فبدا كأنّه مشتعل، وتراكض الحرّاس لينظروا الأمر فأبصروا بفنوتيوس مغمورًا بالنّور ويداه ممتدّتان إلى فوق كشعلتَين ورائحة الطيب تفوح من جسده وجروحه مندملة كأنّها لم تكن، فخرّوا وآمنوا بإله بفنوتيوس. في اليوم التالي أوقفوه الجند أمام الوالي وجمهور من الشعب، من جديد، فرآه الجميع سالمًا، وكأنّه لم يتعرّض للتعذيب في الأيّام السالفة، فتعجّبوا واستأنف الوالي تعذيباته وإنّ عددًا من الحاضرين لمّا رأوا بفنوتيوس سليمًا معافى وشعروا بقوّة روحه إزاء صنوف التعذيب آمنوا بالربّ يسوع. أخيرًا صُلب بفنوتيوس على شجرة نخيل فأسلَم الروح. أمّا الذين آمنوا فاعترف قسم منهم بالمسيح، وكان عددهم 546، هؤلاء استشهدوا جميعًا بطرق مختلفة.