تاريخ العيد

mjoa Sunday September 7, 2008 434

عندنا ثلاثة اعياد للصليب:

1) ارتفاع الصليب في 14 ايلول وهـو ذكرى اكتشاف القديسة هيلانة له، 2) تزييح الصليب في اول آب وهو ذكرى انتصار هرقل على الفرس واستعادتـه صليب السيد منهـم الى القدس سنة 630 ، 3) التكريم الذي نحن فيـه في اواسط الصوم غالبا ما يعود الى نقل جـزء من الصليب المكرم من القدس الى أفاميا (قرب حماه) بمناسبـة بناء كنيسة فيها.

.

ولكن بقطع النظر عن الظرف التاريخي هذا، أرادت الكنيسة ترتيب احتفال مصغر لما سيكـون يـوم الجمعـة العظيم ورفع قلوبنا الى آلام السيد بسبب المـلـل الذي يصيب بعـض الصائمين من جهادهم. فحتى تشدهم الكنيسة الى رؤيـة آلام المسيح وقيامتـه جعلت هذه تنعكس عليهم في تذكار يحمل معاني العيد. فنتصاعد من الاحتفال الى رؤيـة ان محبــة المخلّص لنا تجلّت بصلبه ونفهم ان حريتنا أتت من الجلجلة وان مجد العالم وقوّته أتيا من موت المعلم.

crucifixion_icon4_web نحن لا نستعمل صليبا عاريا من المسيح كما يفعل البعض. شرط تكريمنا الصليب ان يكون السيد مرسوما عليه ليصبح ايقونـةً بل ايقونـة الايقـونات. عندما نقوم بإشارة الصليب علينا او على جهات الدنيا الأربع بإيمان ووعي ودعاء، المهم ان نرفع الفكر الى يسوع عندما نصلِّب وجوهنا فلا نكتفي بعلامة آلية لا دعاء فيها. والمهم ان تأتي اشارة الصليب صحيحة، كاملة فنضع الأصابع على الجبين بصورة ملموسة والصدر والكتفين وذلك بشيء من التأني لا ان نقوم بإشارة مختصرة، متعبـة.

رتبة العيد المتّبعة اننا نضع الصليب على زهـور او رياحين في صينية محاطا بثلاث شموع مضاءة. الرمز الواضح ان الشموع الثلاث تشير الى الثـالوث وان الصليب الموضوع بينها يدل على ان خلاصنا انما تم بمشيئة الآب والابن والروح القدس معا ولو كان الموت عمل الابن وحده. والتقليد في توزيع الزهور على المؤمنين في نهاية المجدلة الكبـرى في السحريـة هو ان المؤمن يتقدم من الكاهن ويقبّل الصليب ويأخذ مـنه الزهرة للدلالة على ان الفرح أتى الى العالم بموت المخلص. نرجو هذا الفرح اذ نقول: “يا صليب الرب المشوق اليـه من العالم اطلع اشعـة نعمتك الباعثـة الضياء في افئدة مكرميـك ومصافحيـك بمحبـة إلهيـة” (صلاة المساء).

هنا ايضا يتأكد ان الصليب عندنا ليس أداة حزن بل أداة فرح. المعلَّق على الخشبة هو رب المجد. هذا الأحد الثالث يبدو هكذا قفزة الى الفصح.

امام الفصح نفهم اننا في مشروع مصالحة مع الله، ان الكون كله بأربعة اطرافه مدعو الى المصالحة. الصليب قد صار مركزا لدائرة الكون ومحور الأشياء كلها.

تطبيقيا، المسيحي مدعو ان يحمل صليبه كل يوم. “يجب ان تكون مصلوبا مع المصلوب حتى تتمجد مع الذي هو في المجد”. عندما نتجه بعمق الى الصليب يعني ان نقبل ان تكـون حياتنا كلها مصلوبـة بحيث لا تبلغها خطيئـة. كل الأشياء الحسيـة فينا تحتاج الى ان تعبر بالمصلوبية لتبقى حواسنا وافكارنا كلها مشدودة الى المسيح، وهكذا يكون الصوم مفعّلا فينا طوال حياتنا. ان أخذنا الرياحين او الزهر من بعد تقبيل الصليب يجعلنا تحت نير المسيح بفرح. ليس المسيح قامعا لنا مثل دركي نخشاه. اننا نحب ما يأمرنا به. “ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب”. ان الذين عرفوا محبة الله لهم بيسوع المسيح لا يلازمهم الخوف القديم ولا يطمحون الى مكافأة. يكفيهم وجه يسوع ويفهمون انه يربيهم بالآلام وانها افتقاد رحمته.

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share