القدّيس البار مارون الناسك

mjoa Sunday February 13, 2011 228

القدّيس مارون الناسك

 

st_maronكتب عنه ثيودوريتوس، أسقف قورش (393 – 466). لم يعرفه شخصيًّا، لكنه عرف تلميذه يعقوب. السيرة التي أوردها في “تاريخ أصفياء الله” مقتضبة. مارون ناسك قورش بامتياز وأب النسّاك فيها. استقرّ على رابية كان الوثنيون قد اقموا عليها هيكلاً. حوّل هذا الهيكل كنيسة وابتنى لنفسه منسكًا كان يلجأ إليه قليلاً فيما جرى على قضاء أيامه، بعامة، في العراء. منّ عليه الربّ الإله بموهبة شفاء المرضى، لا أدواء الجسد وحسب بل أدواء النفس أيضًا كالبخل والغضب. لا نعرف تمامصا متى رقد. ثيودوريتوس يقول أنّه رقد في شيخوخة متقدّمة. ويبدو إن مرضًا بسيطًا انتابه بضعة أيام اودى بحياته. على الأثر نشا نزاع بين القرى بجوار منسكه، كلذ حاول الاستئثار بجسده. ولكن كانت هناك على الحدود بلدة كثيرة الرجال أقبلت بأسرها فبدّدت الآخرين وانتزعت منهم ذلك الكنز المرغوب فيه جدًا. هذا وفق شهادة ثيودوريتوس.

إلى ذلك ثمة رسالة وجّهها القدّيس يوحنا الذهبي الفم إلى مارون الكاهن والناسك ما بين العامين 401 و 407 حين كان الذهبي الفم في المنفى، قال: “إننا لمرتبطون معك برباط المحبّة والشعور. وعليه فإننا نراك كأنك حاضر هنا أمامنا، لأنّ من شأن أعين المحبّة أن تكون هكذا، فلا المسافة تحجبها ولا الزمان يخمدها. وكان بودّنا أيضًا أن تكون رسائلنا إلى تقواك متواصلة ولكن هذا ليس بالأمر السهل، بسبب صعوبة الطريق وقلّة ساليكها. فعلى قدر استطاعتنا نُشيد نحن بفضلك ونعلن أنّك لا تبرح من ذاكرتنا، حاملينك في نفسنا أينما كنا. فاجتهد الآن أنت أيضًا أن توافينا سريعًا جدًا بما يتعلّق بسلامتك. حتّى ولو كنا بعيدين بالجسد نواصل التفكير بما يختصّ بنشاطك، فيزداد اطمئناننا ونحصل على الكثير من التعية ونحن هنا في المنفى، لأنّه ليس بالقليل السرور الذي يحلّ بنا لدى سماعنا أخبار سلامتك. وقبل كلّ شيء نطلب إليك أن تصلّي لأجلنا.

 

 

الطروباريّة
طروبارية القيامة ا اللحن الثالث

• لتفرح السماويات ولتبتهج الأرضيات لأن الرّبّ صنع عزاً بساعده ووطىء الموت بالموت وصار بكر الأموات وأنقذنا من جوف الجحيم ومنح العالم الرحمة العظمى.

•   ظهرت في البرّية مستوطناً، وبالجسم ملاكاً، وللعجائب صانعاً، وبالأصوام والأسهار والصلوات تقبّلت المواهب السماويّة، فأنت تشفي السقماءَ ونفوس المبادرين إليك بإيمان، يا أبانا المتوشّح بالله أفكسنديوس. فالمجد لمن وهبك القوّة، ألمجد للذي توّجك، ألمجد للفاعل بك الأشفية للجميع.

• لقد أذبلتَ تلذُّذ الجسد، بما يطابقُ اسمكَ يا مارونُ المتوشِّحُ بالله، فظهرتَ إناءً مصطفى للروح. فأنت توزِّعُ للجميع مواهبَ شفاءِ الأجساد والنفوس. لذلك نكرِّمُ تذكاركَ الشريف، هاتفين: ألمجدُ لمن وهبكَ القوَّة، ألمجد للذي توَّجكَ، ألمجدُ للفاعلِ بكَ الأشفية للجميع.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share