القدّيس البار مكسيموس المعترف(662م)

mjoa Thursday January 20, 2011 201
stmaximustheconfessorولد القديس مكسيكوس المعترف في القسطنطنية لعائلة مرموقة سنة 850م. كان على ذكاء خارق وتمتّع بقدرة خارقة على التأملات الفلسفيّة السامية. درس ولمع وانخرط في السلك السياسيّ، اختاره الأمبراطور هيراكليوس، سنة 610م، أمين سرّه الأول، لكنّه تخلّى عن مهمته بعد ثلاث سنوات، وترهّب في دير والدة في مدينة بالقرب من القسطنطنيّة، حيث غذّى نفسه بالصلاة وبالنسك، وارتقى في التأملات الإلهيّة.
أمضى القدّيس في الهدوئيّة ما يقرب من العشر سنوات، تحوّل بعدها برفقة تلميذ له يدعى أنستاسيوس إلى دير صغير للقدّيس جاورجيوس في كيزيكيوس، هناك باشر بكتابة أولى مؤلفاته وكانت عبارة عن مقالات نسكيّة تناولت الصراع ضد الأهواء، والصلاة، واللاهوى والمحبّة المقدسة. لكن أحداثاً عسكريّة أجبرت الرهبان على مغادرة أديرتهم في القسطنطنيّة. مذ ذاك سلك القدّيس في التشرّد، فأقام في جزيرة كريت لبعض الوقت، حيث شرع يقاوم لاهوتين، من أصحاب الطبيعة الواحدة، وبعد ذلك انتقل إلى قبرص ومنها إلى قرطاجة.
بين السنة  626م و634م تسنّى للقدّيس أن يعرض بعمق لعقيدة التأله مقدّماً الأسس الفلسفيّة واللاهوتيّة للروحانيّة الأرثوذكسيّة. ففي المقالات التي كتبها نجد حصيلة (synthese) لاهوتيّة بشان تأله الخليقة. فالانسان جعله الله في العالم كاهناً يقيم سرّ الشكر الكونيّ، وهو مدعو إلى جمع الكائنات المخلوقة كلّها لتقريبها إلى الكلمة الإلهيّ.
خلال حكم الأمبراطور هيراكليوس حاول هذا الأمبراطور أيجاد صيغة لاهوتيّة واحدة تجمع المسيحيين في أمبراطوريتهم بعد سيطرة النزاع حول طبيعة المسيح وطاقته، ووضع هذه الصيغة بأمر من الأمبراطور البطريرك القسطنطيني سرجيوس، وبعد نشر هذه الصيغة، خرج القدّيس صفرونيوس الأورشليمي عن صمته ودافع عن القول بطبيعتين في المسيح يسوع، وانتقل إلى الأسكندرية وإلى القسطنطينيّة ليبحث الأمر مع البطاركة هنال.
القدّيس مكسيموس تولّى الدفاع عن عقيدة الطبيعتين لمسيح في قرطاجة بالرغم من صدور قرار من الأمبراطور يحظّر النقاش بهذا الأمر، خاصة بعد موت القدّيس صفرنيوس فراسل أسقف رومية وذوي الشأن في الأمبراطوريّة موضحاً لهم طبيعتيّ يسوع وطاقتيه.
جرى توقيف القدّيس مكسيموس وأودع مع أثنين من تلاميذه في السجن أشهراً طوالاً ًقبل ان يمثلوا أمام المحكمة. في المحاكمة وجّهت إلى مكسيموس تهم سياسيّة بالدرجة الأولى، وحكم عليه بالنفي ولتيق إلى بيزيا في تراقيا.
في السنة 662م مثل أمام بطريرك القسطنطينيّة ومجمعه للمحاكمة وسألوه عن الكنيسة التي ينتمي إليها فأجابهم: ” إن الكنيسة الجامعة هي الاعتراف بالايمان الصحيح والخلاصيّ بإله الكون”. هدّد بالموت فأجاب: “ليتحقّق فيّ ما رسمه الله من قبل الدهور لأعطي لله المجد الذي له من قبل الدهور!” فلعنوه وأهانوه وسلّموه إلى حاكم المدينة الذي حكم عليه بالجلد وقطع لسانه ويده اليمنى اللذين اعترف بإيمانه. وبعدما استاقوه في شوارع المدينة مدمّى كلّه أودعوه قلعة في أقاصي القوقاز، في لازيكوس. هناك لفظ أنفاسه الأخيرة عن عمر يناهز الثانية والثمانين.
الطروبارية
ظهرت أيها اللاهج مكسيموس بالله مرشدا ًإلى الايمان المستقيم ومعلّما لحسن العبادة يا كوكب المسكونة وجمال رؤساء الكهنة الحكيم وبتعاليمك أنرت الكل يا معزفة الروح فتشفع إلى المسيح الإله في خلاص نفوسنا
0 Shares
0 Shares
Tweet
Share