نيقيفوروس المعترف بطريرك القسطنطينية (829 م)

mjoa Tuesday June 1, 2010 211

نيقيفوروس المعترف بطريرك القسطنطينية (829 م)

 

Nicephorus Confessor

ولد في القسطنطينية، خلال حملة الأمبراطور قسطنطين على الإيقونات ومكرّميها، نفي والده ثيودوروس إلى نيقية لتمسكه بالأرثوذكسية. أوكلته أمّه إلى أحد حفظة الأسرار في القصر تلميذا ثم اعتزلت في أحد الديورة.

صار نيقيفوروس حافظا أول للأسرار، للأمبراطور قسطنطين السادس وأمّه إيريني، لعب دورا فاعلا في المجمع المسكوني السابع في نيقية بصفة مفوّض أمبراطوري.

اعتزل نيقيفوروس في ضاحية أغاثو حيث أسّس ديرا. وانكبّ على الصلاة والدرس ليل نهار، وكانت الفلسفة وعلم البلاغة أداة طيّعة بين يديه. كان حرّا من كل ارتباط بالعالم، وديعا، معتدلا، ودودا، أبعد من أن يسلك في المجد الباطل. تولى البطريركية إثر وفاة القدّيس تراسيوس. صيّر راهبا ثم تبوّأ الدرجات الكهنوتية خلال بضعة أيّام. وضع على مذبح كنيسة الحكمة المقدّسة كتابا كان ألفه دفاعا عن الإيقونات المقدّسة. وعمل على ضبط العديد من الممارسات الكنسية التي وقعت في الشطط كالزواج والحياة الرهبانية. فدعا إلى الصوم والصلاة عسى أن يجنب الربّ الإله كنيسته محنة جديدة. وإذ لم يجد النقاش  مع لاهوتيين مناهضين للأيقونات نفعا، عمد إلى إيقاف الإكليريكيّين المستغرقين في الهرطقة عن الخدمة. كما حث الأمبراطورة والوزراء  على حقن الدماء.

خلال الصوم الكبير مرض القدّيس واشتدّ المرض عليه، فانتزع  الأمبراطور من يده إدارة صندوق الكنيسة العظمى. وعبثا كان دفاعه عن الإيمان القويم. وعمل الجند على انتزاعه من سرير ألمه ونقلوه إلى دير أغاثو، الذي أنشأه وقضى فيه سني رهبانيته المبكّرة. ثم أبعدوه إلى دير أخر، وبعث برسالة إلى الأمبراطور تنازل عن سدّة البطريركية، ودعا البطريرك ثيودوتوس كاسيتيراس، إلى مجمع حرّم رسميا إكرام الإيقونات واندلعت حملة جديدة ضدّ المعترفين بالإيقونات في كل الأمبراطورية.

استمرت هذه الحالة إلى أن جرى اغتيال لاون وتولّى الحكم ميخائيل الثاني. وتمت المصالحة بين القدّيس نيقيفوروس والقدّيس ثيودوروس الستوديتي. وقد وصف ثيودوروس البطريرك القدّيس ب”شمس الأرثوذكسية”. اشترط ميخائيل الثاني على نيقيفوروس، لإعادته إلى كرسيه، أن يحفظ الصمت بشأن الإيقونات المقدّسة ومجمع نيقية الثاني. وجواب القدّيس كان الرفض القاطع، ونفى نيقيفوروس أن تكون أيقونة المسيح صورة وثنية دنسة للطبيعة الإلهية غير المحصورة كما زعم اللاهوتيّون المناهضون للإيقونات، بل هي صورة ذات علاقة شبه بشخص أو أقنوم المسيح.

جاهد نيقيفوروس إلى المنتهى، إلى أن رقد بالربّ  بعد أربعة عشر عاما من المنفى. دفن في ديره وبقي هناك إلى أن جرى نقله إلى القسطنطنية، إلى كنيسة القدّيسين الرسل، وكانت عودته إيذانا بانتصار الأرثوذكسية.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share