كلمة الأمين العام الى المؤتمر الحركي الثالث والاربعين

mjoa Thursday November 3, 2011 321

يا أحبّة،
الشكر أولاً لله لأن أمراً لا يُعيق لقاءنا، وقد سمح أن نلتقي، وإن في عُجالة، وسط ما يحوط بنا من ظروف مفصلية على صعيديّ حياتنا الوطنية والكنسية. لذا أنتهزها مناسبة، وإخوتنا في سوريا  يعيشون، وأبناء بلدهم، ظروفاً  صعبة مُحاطةً بالدماء، لاسأله، تعالى، أن تتمخّض هذه الظروف عمّا فيه خيرهم وسلامهم واستقرارهم وحريّتهم وما يخدم تألّقهم الانساني والحضاريّ ذاكراً قول الرسول الى أهل كورنثوس: “فهو الذي يعزّينا في جميع شدائدنا لنستطيع، بما نتلقّى نحن من عزاء من الله، ان نُعزّي الذين هم في أيّة شدّة كانوا. فكما تفيض علينا آلام المسيح، فكذلك بالمسيح يفيض عزاؤنا أيضاً”.

شاءت محبتّكم أن أتولّى خدمتكم كأمين عام منذ ثماني سنوات وإلى اليوم. إنها فترة حضنت مرحلة انتقالية صعبةٌ وحسّاسةٌ في كنيستنا. لست اليوم في صدد تكرار ما سبق وأشرت إليه بتوسّع في معظم تقاريري السابقة واللقاءات على أنواعها. لكنّ لكوننا على عتبة مرحلة حركية جديدة، أرى واجباً أن أجمع وأوجز لكم بعض الخواطر التي كشفها لي واقع كنيستنا وآفاق المرحلة الكنسية المقبلة كما أراها، والعديد من الأخوة، وما يُرتجى من حركتنا إزاءها.
اليوم تستمرّ كنيستنا الأنطاكية في بناء قيادتها المستقبلية للعقود آتية حيث يُنقل المشعل، خطوة بعد خطوة، من جيل إستثنائيّ قاد بعضه كنيسة إنطاكية في نهضتها إلى أجيال أخرى تختلف لديها المواصفات والسمات. إن الاطمئنان إلى سلامة هذه العملية الانتقالية واستقامتها وخدمتها لارادة الله في كنيسته يقتضي الاجابة عن سؤال محوريّ هو:

في ظلّ  أيّ واقع  كنسي تتمّ؟:

أولاً، في ظلّ افتقاد المؤسسة الكنسية الى القيادة المجمعية. أذكر هنا في ضوء ما اختبرته أنه مهما تعدّدت أسباب ذلك فإنّ الأهمّ منها هو أن مُعظم رعاتنا مستقيلون من مسؤوليّتهم على هذا الصعيد ولا يولون الشأن المجمعيّ الجدّية المرجوّة والحضور الفعّال الهادف. ألفتكم، تأكيداً لذلك، إلى أن المجمع المقدّس يضمّ، اليوم، عدداً لا يُستهان به من الرعاة، القادة، الذين ولدوا من  رحم الحركة والنهضّة، لكن دون أن نلمس حدّاً أدنى من التأثير النهضوي فيه.

 

ثانياً، في ظلّ غياب الدراسة والتقييم والتخطيط الهادف الى وصل شرائح واسعة جدّاً من شعبنا الارثوذكسي بالله وكنيسته وإعلاء شأن شهادة الكنيسة الأنطاكيّة للمسيح وسط ظروف تاريخية لم يسبق أن مرّت بها منطقتنا، وقلق كبير على المصير يعتري أبناء الكنيسة بغضّ النظر عن موضوعيته. معنى هذا أننا في ظلّ افتقاد الحسّ الرعائي الشامل والنظرة الايمانية الرؤيوية للمستقبل واستقالة من الهمّ الذي على وسع الكنيسة. هي الفردية التي تجعل كلاً من المعنيين غارقاً، في أحسن الأحوال، في الهموم المحلّية التي تبدأ بحدود أبرشيته وتنتهي بها.

 

ثالثاً، في ظلّ انعدام المُساءلة الأخويّة الانجيلية ووفرة ما يجرح وجدان المؤمنين من تصرّفات لا أخلاقية. وليس أقل سوءاً من هذه التصرّفات ما يُضاف إليها من تخطيطات ومحاور، غير بريئة، تؤسّس لغاية السيطرة الشخصية في كنيسة طالب الولاية فيها لا يولّى. فليس ما يُبرّر التغاضي عن هذا غير المُحاباة المصلحية، لأنّ صون الوحدة في الكنيسة هو في ترسيخ كونها وحدة في الحقّ، في يسوع المسيح. ولأن ربّنا هو ربّ الفضائل فلا مقياس لسمعة الكنيسة غير التصاقها حقاً، مؤسّسةً ورموزاً ورعاة ً وأبناء، بالفضائل الالهية.

 

رابعاً، في ظلّ العودة إلى إعلاء الشأن الطائفي وتكثيف الاهتمام بما يُسمّى الحقوق الطائفية. أيّ وسط جنوح يودي، شيئاً فشيئاً، إلى نقض الخصوصية الشهادية التي قاربت فيها كنيستنا هذا الشأن وسائر الشؤون العامّة في بيان  المجمع المقدّس الشهير العام 1975. أن يعني الشأن الطائفيّ المؤسسة الكنسية إلى حدّ اكتسابه، مؤخّراً، أولويةً في هواجسها، أن تشغلها مصالح السياسيين والنافذين بهذا القدر، هو دليلي على امتداد الحالة الدنيوية فيها وغربتها عن إيقونة السيّد المصلوب النازف عن الكلّ. هذا تحذيرٌ أن كُثراً يسعون اليوم إلى إفراغ كنيستنا من مسيحها، وسط تجاوب ملحوظ، وأن نجاحهم بذلك هو دينونةٌ لنا لا تقلّ عن دينونة مسؤوليها ما لم تكن أكبر.    

 

خامساً، في ظلّ عدم إيمان الرعاة، عموماً، بمسؤولية المؤمنين، المُشتركة معهم، عن الكنيسة وعدم الثقة بقدرات الناس. فلا يُقنعني أحدٌ أن سبباً غير هذا هو ما يمنع مُشاركة المؤمنين في حياة كنيستهم في ظرف هي أحوج ما تكون فيه الى هذه المُشاركة. لو شاء رعاتنا هذه المشاركة، لو يؤمنون، عُمقاً وحقاً، بالكنيسة المواهبية وحالت صعوبات عملية في وجه تنفيذ القانون الرعائي المعمول به لوجدوا ألف إطار بديل لتحقيق هذه المُشاركة. خوفي أن فوقية إكليريكانيّةً، لا فكراً، خفيّةً هنا وظاهرة هناك، تجمع مُعظم الرعاة، نهضويين وغيرهم، تتحكّم، اليوم، بمسار كنيستنا  لترمينا على عتبة صراع اكليريكيّ علمانيّ، أراه بات قريباً.  نحن لا نتمنّى، بالتأكيد، هذا الصراع لكنّنا قد نعجز عن تحييد  ذواتنا عنه. هذا دون أن أغفل أن وعينا الايمانيّ من جهة، واستمرار اللقاء الرعائي، الذي يجمعنا الى غيرنا من المؤمنين، في عمله بشكل منهجيّ مُكثّف، كما نشهد اليوم قد يُسهمان في تجنّب الصراع أو ضبط مساره في الاتّجاه الكنسيّ.

هي خلاصة واقعنا الكنسيّ في هذه اللحظة الكُبرى. فإن لم نبادر، وكلّ مُخلص، إلى التحرّك بكافة الأشكال التي تتوافق وضميرنا الايمانيّ دون أيّ رادع محاباتيّ، وفي أقرب وقت، صدّقوا أته سيمسي تقليد كنيستنا غداً. فلا تراهنوا على  التغيير في وجه كنيستنا، الذي يحدّثوننا به، والرعاة الذين يتحلّون بالعلم وينهضون بالتعليم. فالسؤال، ببساطة، هو أين تأثير العلم والشهادات اللاهوتية العليا في هذا الواقع؟ وأين التربية على الحريّة التي تنزع عن أفواه العلماء ما يكمّها وتحرّرهم من تبعيتهم لهذا وذاك ليكونوا أتباعاً للمسيح وحده في كنيسته، قامات نبوية تعلن إرادة الله في كنيسته ليصحّ الرهان عليهم؟

 

لذا يبقى السؤال أين نحن؟ أين حركة الشبيبة الأرثوذكسية وما هي المسؤولية  والمرتجيات هو الأكثر استحقاقاً.
قبل أن أوجز الاجابة أرجو أن يحفظ تاريخنا الحركيّ  أن السبب العميق لعدم ارتياح الرئاسة الكنسية، الخفيّ والمُعلن، إزاء الحركة، ومقاربته حيناً حدّ الصراع معها،كما في حلب، هو هذه المفاهيم السائدة في المؤسّسة الكنسية اليوم وليس أيّ سبب آخر على الاطلاق. هو أن الحركّة حرّةً في المسيح وتمارس هذه الحريّة، أنّها حال مواهبية والمواهبية باتت مُزعجةً اليوم في كنيسة إنطاكية. أما كلّ أمر آخر يُذكر أمامكم هو تفاهة للتغطية على هذه الحقيقة. لا أقول أننا لم نخطئ أو لا نُخطئ أو أننا لسنا بحاجة الى الكثير، لكنّ الهدف الذي لمسته، طيلة مدّة مسؤوليّتي لم يكن تصحيح أخطاء الحركة أو حتّى تأديبها المُحبّ بل إلغائها كشريك مواهبيّ في المسؤولية، ومتى ألغيت الحركة ألغي الكلّ. ولذلك قلت وأقول اليوم أيضاً أننا أخطأنا بموافقتنا العفوية، كيّ لا أقول المزاجية، على تنفيذ قرار المجمع المقدّس الخاصّ بأزمة حلب وتجميد تحرّكنا في وجه استهدافنا السافر هناك. بهذا فوّتنا فرصة الانطلاق في قيادة، أو المشاركة، في حركة تغييرية جذرية في كنيستنا لا عودة لكنيستنا الى بهائها إلا من خلالها، وستُلزمنا الأيام العودة اليها، بشكل أو بآخر، إنما بعد أن يكون الاصلاح الكنسيّ قد بات أصعب وأصعب.
لا أنكر أنّ الجسم الحركيّ، بما يسود فيه من آراء واهتمامات وضعفات في التربية على النهضة، ربّما لم يكن مؤهّلاًَ  لهذا الدور أو قادراً على الاستمرار به. وكيّ لا أطيل أطرح السؤال كيف نختصر المسافات لنكون أكثر أصالة وأمانة لرؤيتنا وأكثر أهليةً وفاعليةً في حياة الكنيسة وتوجّهاتها ؟

 

الحاجة تبقى أولاً إلى معالجة عنوان، أبطأ الأمر الواقع الحركيّ سعينا في الأمانة العامّة خلال السنوات السابقة إلى معالجته، وهو اجتياح الوجه المؤسّساتي للحركـة بحاجاته االيومية وجدان الحركيين، مسؤولين وأعضاء. بمعنى أن نُعيد الأولوية إلى إبراز الهوية الحركية الحقّة ببُعدها الانطاكي في ضمائر الشباب، أن يعرف شبابنا ماهية الحركة. فمن يعرف الحركة حقاً يعرف النهضة لأن لا فصل بين الحركة في حقيقتها والنهضة. أزمتنا اليوم، وضعفاتنا، سببها أنّ مكانة الوجه المؤسساتي في الحركة، وأقصد به كلّ أنشطة اليوميات الحركية وصولا الى الوجوه التنظيمية المعمول بها، قد تبدّلت. وبدل من أن تكون إطاراً وواحة تُعبّر فيها الحالة النهضوية عن ذاتها بترتيب أمست هي ما يُشغل الشباب، وإن باخلاص، ويحجب عنه الولوج الى تلك الحالة، أقلّه لناحية إشغال الحركيين، عقلاً وقلباً ووقتاً، عن التطلّع والاهتمام  بما هو أشمل وأوسع من مقتضيات النجاح المؤسّساتي المحلّي، بمتابعة الهمّ الكنسي والشهادي والتركيز على ما يسهّل عليهم اقتناء هذا الهمّ،  وهو اكتساب فكر الحركة من خلال تراثها. هذا الفكر الذي لم يكن يوماً غير قراءة إنجيلية آنية نقارب فيها قضايا يومنا وكنيستنا وهمومهما، واكتسابه هو السبيل الأقصر  الى بناء الشخصية النهضوية الثابتة في التزامها يسوع المسيح ووجوه التزامه كلّها. كلّ ما سعت إليه الأمانة العامّة لبناء الحركيين في هذا الهاجس بدءاً من جعله موضوعاً دائماً في لقاءات الأسر والحلقات، مروراً بتأسيس المؤتمرات الشبابية حوله والفرق المركزية واللقاءات المركزية وقنوات التواصل الاعلامية وتفعيل الاعلام والاضاءة على بعض وجوهنا الكنسية، ووصولاً إلى البحث به مُعمّقاً  في المؤتمرات الحركية  والتوصيات والصراخ الارشادي، الذي علا طيلة السنوات الماضية، لم يُفلح في معالجة هذه الأزمة لأن السعي لم يتمّ تلقّفه على الصعيد الحركيّ المحلّي كما يجب. فالحاجة تبقى إلى مُصارحة عميقة بين قيادات الحركة تُبرز السبيل إلى إعادة النظر بكثير مما هو قائم، إلى تأسيس توجّه نبويّ داخليّ يُعيدنا الى حضن “المحبّة الأولى” يلازم ويواكب توجّهنا النبوي الكنسيّ الذي ننادي به ونرجوه.

 

الحاجة الثانية، وبات لا بدّ منها مُعالجةً لذيول ما سبق ومواكبةً لمتطلّبات بشارتنا اليوم، هي إلى تطوير تربيتنا الحركية وتوضيح أهدافها بشكل لا لبس فيه. أيّ شخصية إيمانية تلك التي نريدها ونسعى الى بنائها؟ وهل تصل بنا التربية، المعمول بها اليوم، الى بناء الشخصية النهضوية السوية، أيّ الموزونة على الصعيد الانسانيّ، الملتزمة للحياة في المسيح والحياة له في آن، المُثّقفة المُنفتحة الحاضرة برؤيتها الايمانية في أيّة قضية، قضية كنيسة كانت، أم علم، أم ثقافة أم حداثة، ام اجتماع.  هذه السمات المرجوّة في كلّ منّا لم تعد سماتاً خاصّة مُضافة. هي الحدّ الأدنى الذي بات مطلوباً لنشكّل معاً، حقيقةً، جماعة تستحقّ أن تكون خاصّة الربّ وسط عالمنا اليوم وقضاياه. لن أتحدّث عمّا في واقعنا من انغلاق مُرعب وغيره، لكنني أدعو الى ثلاثة أمور: أولّهما استكمال مُتابعة الموضوع التربويّ إنطلاقاً مما دعا وتوصّل إليه اللقاء التربويّ الذي عقدناه بإدارة الأخ أسعد قطان والتفكير  بأفضل السبل التربوية، عبر مؤتمر تربويّ أو غيره، لتحقيق هذه الغاية، وثانيهما تأسيس حلقة دائمة ثابتة تتناول قضايا الايمان والحداثة يُدعى القادة والمُرشدون الحركيّون للانخراط فيها، تُديرها مجموعة من الأخوة المشهود لهم بالالتزام الايمانيّ والحضور على الصعيدين العلميّ والثقافيّ، علماً أن المشروع الأوليّ لهذه الحلقة بات مُعدّاً من قبل بعض الأخوة. وثالثهما استكمال العمل على تأسيس مركز الدراسات الارثوذكسية الذي سبق وبدأ  الاعداد له حيث يُنتظر أن يملأ مساحات فارغة واسعة لرفد الكنيسة والحركة  بما يُفعّل خدمتهما وشهادتهما من دراسات وتخطيط وتقييم.
الحاجة ثالثاً هي إلى قراءة نقديةً مُعمّقة لحضورنا ودورنا وعلاقاتنا الرعائية والشعبية إلى اليوم وإلى أن نستشّف الدور المرجوّ لنا غداً، في ضوء المتغيّرات في كنيستنا ليبقى ختم النهضة محفوراً فيها. أين أخطأنا أمس واليوم وأين أصبنا؟ وما هي مسؤولية الحركة وقياداتها في ما آل إليه وضع كنيستنا في العقود الثلاثة الأخيرة؟ وكيف نتعلّم من أخطائنا مُستقبلاً. هذه القراءة تقتضي الجرأة والشفافية والوعي. وعي أن اليوم هو إبن الأمس ووالد الغد، فلا ننقاد الى المُبالغة في تمجيد تاريخنا وتحقير حاضرنا أو العكس، بل ننشد التوبة عن أخطائنا ونبحث في تطوير انجازاتنا وكيفية استثمار هذا الاخلاص الهائل لقضية يسوع المسيح القائم وسط الالاف من شبابنا اليوم وجعله في خدمة كنيسة الربّ بشكل أفعل وأكثر تأثيراً،  راجياً أن تولي الأمانة العامّة الجديدة هذه الحاجة الاهتمام المطلوب وتجد الاطار الأفضل لها.

هذا هو الأهمّ الذي شئت أن أوجزه أمامكم وليس الكلّ. ختاماً تبقى حاجتي إلى أن أتوجّه إليكم  وإلى كلّ أخت حركيّة وأخ حركيّ منحنياً أمام ما لمسته من طاعة للربّ لديكم وما فضتم به من  ثقة وأخوّة ومحبّة واحتضان. أشكر ربّي على هذه المحبّة التي ستقودني في طاعته الى اليوم الأخير. إن أخطأت، وقد أخطأت كثيراً، فإنمّا الأمر بسبب ضعفاتي الكبيرة والكثيرة، وإن أنجزت والأخوة الذين عاونوني، فإنمّا الانجاز يعود الى ما حُملنا به من  صلواتكم ودعائكم. أتوجّه الى الأمناء العاميّن السابقين الذين أحاطوا بي طيلة هذه السنوات راعين وموجّهين ومُلبّين كلّ طلب خدمة دون استثناء، وإلى الأخ كوستي بندلي الذي لطالما أنارت صلاته اليومية وآراؤه السبل أمامي، وإلى رؤساء المراكز الحركية الذين حملوا شرف صون الوحدة الحركية في أشدّ الظروف وطأةً عليها، وإلى الوجوه الخادمة، المُحبّة، المُجاهدة، المُطيعة للربّ التي تولّت مسؤوليات القطاعات المُختلفة في الأمانة العامّة سائلاً الربّ أن يفيكم جميعاً، وعائلاتكم، خلاصه وطالباً، بالحاح، صلواتكم الدائمة لي ولعائلتي راجياً للأمين العام الجديد كلّ التوفيق والنجاح في خدمته. والسلام.    

 

28/10/2011    
رينـه أنطون

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share