هو من إحدى جزر البلوبونيز، مالَ قلبُه إلى الإلهيّات منذ نعومة أظفاره، وكان لحضانة والدَيه دور كبير في ذلك. ترَك موطنه في أوّل مراهقته وراح يبحث عن الرّهبان والنساك ليتعلّم الحياة الرّهبانيّة منهم. امتاز بكونه كثير التّجوال. أقام طويلاً في جبل آثوس وصار راهبًا مُجِدًّا في الأصوام والأسهار والصلوات. كهَن في أورشليم ردحًا من الزمن. أقام في المغاور في بعض الجزر اليونانيّة سنوات طويلة لا يقتات إلّا من بقول الأرض. حرَص على الهرب من مجد النّاس. استقرّ به المطاف في جزيرة اسمها أومالا حيث أيقَن بالرّوح أنّه قد آن الأوان لاقتبال التلاميذ بعد هذه السنوات الطويلة من المراس الرهبانيّ. أسّس في أومالا ديرًا نسائيًّا على اسم أورشليم الجديدة. عرف بالرّوح يوم وفاته. رقَد في الربّ في عيد رقاد والدة الإله من العام 1597م. تذكاره اليوم هو تذكار نقل رفاته. ما يزال جثمانه محفوظًا إلى اليوم تفوح منه رائحة الطيب، وتجرى به عجائب كثيرة.
طروبارية القدّيس جراسيموس
هلّموا لنمدَح أيّها المؤمنون جراسيموس الإلهيَّ الظاهر لنا حديثاً، نصيراً للمستقيمي الرأي، وملاكاً بالجسد، وصانعاً للعجائب متوشّحاً بالله، لأنّه نال باستحقاق من لدن الله، موهبة الأشفية التي لا تفرغ، ليُبرىء المرضى ويشفي المصابين، فلذلك يفيض الأشفية لمكرّميه.