بياتريس داغر سعاده لن نتكلّم على قدس الأرشمندريت مؤسّّس دير الحرف ورئيسه، وعن منشوراته وكتبه ومحبّته لإخوته في الدير، فهذا كلّه تكلّم عليه كثير من الإخوة. ولكنّنا سنتكلّم على مؤسّّس حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة في اللاذقيّة، الذي استلم مشعل النهضة منذ السنة 1942 وهو مع بعض الإخوة ملهم النهضة وفاعلها. لقد انتسبنا إلى الحركة منذ ١٩٤٣،…
الأب بولس وهبه »لم أرَ اللَّه فَرِحًا مثلما رأيته يوم انتقال أبينا إلياس إليه«. شعرت بهذا في اللحظة التي علمت فيها أنّ آبانا إلياس رقد بالجسد، وما انفكّت هذه العبارة تتردّد في وجداني حتّى كتابة هذه السطور، شهرين بعد تلك اللحظة. وبالعودة إليها، أحسست عندها أنّ اللَّه يخاطبه، فيما هو فاتح ذراعيه ليضمّه إليه: »كنت…
شفيق حيدر رقد راهب أنطاكية بسلام. استودع الأرشمندريت إلياس (مرقص) روحه في يدي الحبيب، واطمأنّ إلى جواره. لطالما تمنّى هذه اللّقيا، ولطالما تاقت نفسه إلى هذا الوصال. »كما يشتاق الأيّل إلى مجاري المياه، كذلك تشتاق نفسي إليك يا اللَّه. ظمئت نفسي إلى اللَّه إلى الإله الحيّ، متى آتي وأحضر أمام اللَّه؟« (مزمور 42: 2 و3)…
فجيل (مزمور 64: 4) الأرشمندريت بندلايمون فرح بعد انتقال الأب الوقور إلياس (مرقص)، عميد الرهبان في أنطاكية أجمع، وددت أن أستذكِر بعضًا من مزاياه التي كانت تلفت الانتباه، وتشدّ النفس إليه، فيسحبها إلى اللَّه كأنّه الصيّاد الماهر الذي فَهِمَ رسالتَه أنَّه عامل مع اللَّه لخلاصنا. لذلك، لن أكتب عمَّا سمعته من الناسِ، وهم صادقون في…
أسعد قطّان لقد أمطرت ذلك اليوم، كما تمطر كلّ سنة في شباط فوق الجبل العالي. تلع الماء المنهمل تنفلش رذاذًا باردًا على السقف البلاستيكيّ الذي نصبوه خصّيصًا للمناسبة. صخب الماء المنصبّ ينسرب في الآذان، ويثقبها. صوت الأُسقف الذي يؤمّ الخدمة ضعيف، رغم مكبّرات الصوت. الماء يغلّف كلّ شيء. يغلّف كنيسة الدير والبشر المتكدّسين أمام أبوابها.…
الأب أفرام الحاجّ كالرسّّام الذي لا يستطيع أن يرسم أيقونة قدّيس من دون أن يستلهم الروح، بصوم وصلاة وهدأة نفس تقود بعد التخشّع، إلى رؤية تكون الأيقونة التي تشف الروح بخطوط وألوان، هكذا للكتابة عن »أبونا إلياس« لا بدّ من الدخول في هـدأة، ليستـطيع القلم أن يكتـب بحبر أرجوه حبر الروح. كلمات تخبر عمّا عجزت…
المطران سابا إسبر حينما كنت ولدًا، وفي أحد الأيّام بينما كنت أتمشّى في أحد شوارع مدينتي اللاذقيّة، لمحت راهبين في الطريق، ولفتني لباسهما، وكان رهبان الحرف وقتها، يلبسون جبّة، ويعتمرون طاقيّة رهبانيّة. حرّكا منّي المشاعر، وأردت أن أتحقّق من طبيعتهما، فتبعتهما حتّى وصلا إلى أوّل شارع سلكاه. سألت عنهما فعرفت أنّ أحدهما هو الأب إلياس…
أبت المغبوط إلياس »الحرفيّ (مرقص الأب باسيل محفوض ملأت روحي بكثير من الفرح وصار قلبي قيثارة إلهيّة ترنّم للناس كيف تكون المحبّة كيف يكون السلام زرعت بسمتك في قلبي روحًا جديدًا بسمتك بركتك لمستك صلاتك تواضعك خلاصك رسمت في قلبي أنشودة تفيض ألحانًا بيزنطيّة علّمتني أصلّي، فأصلّي لمجد المسيح. يا من كان شعاع الرجاء منك…
ديمتري سمعان كان ذلك في صيف العام 1957، في أوّل لقاء عامّ أحضره، وكان اللقاء الطلاّبيّ الثاني، في حركة الشبيبة الارثوذكسيّة، ضمن وفد مركز حلب، وكان مكان اللقاء مدرسة سيّدة البشارة الأرثوذكسيّة ببيروت. هناك، تعرّفت إلى الأخ مرسيل مرقص، وعلمت أنّه مزمع على تكريس ذاته في الطريق الرهبانيّ، الذي اختاره مع رفيقه الأخ شفيق منصور…