“تستنكر الحركة التعصّب الأعمى والطائفيّة السياسيّة…” المبدأ الخامس من مبادئ حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة في خضمّ ما يجري من أحداث جسام في العالم العربيّ، ثمّة أسئلة جمّة تفرض ذاتها على ضمائر المسيحيّين بعامّة، والأرثوذكس بخاصّة، وثمّة تحدّيات تواجههم في خياراتهم ومصائرهم. وهذه الأسئلة والتحدّيات تستوجب تفكّرًا عميقًا وأجوبة نابعة من صلب تراثنا الكنسيّ الأرثوذكسيّ.…
اجتهد المؤرّخ كمال الصليبي في ميادين عدّة من ميادين التاريخ، واستطاع أن يدخل عمق المسائل التي تناولها في دراساته وأبحاثه، من دون أن يصل، في الكثير من الأحيان، إلى توليفات تقنع المختصّين والعارفين بدقّتها العلميّة وصوابيّتها. فدراساته التوراتيّة وأبحاثه عن أصول يسوع المسيح ما زال يعوزها الكثير من البراهين والحجج العلميّة حتّى تستقيم، وتجد لها…
نحن، الأرثوذكس، بأمسّ الحاجة إلى التمييز في خطابنا الدينيّ ما بين الجوهريّ والعرضيّ. فالخلط ما بينهما يؤدّي، لدى بعضهم، إلى الالتباس وإلى أحكام قيميّة تُخرج بعضًا آخر من نطاق التعليم الصحيح، إلى حدّ الحكم عليه، أحيانًا، بالهرطقة أم بالبدعة غير المستحَبّة. وقد راج هذا الخلط في الآونة الأخيرة في أوساطنا الكنسيّة رواجًا يثير القلق والارتياب…
ثقافة جديدة بدأت تحتلّ فضاءنا الإيمانيّ هي ثقافة “الفتاوى”. هي ثقافة دخيلة لم يعرفها تراثنا الحيّ، ولم تكن يومًا فصلاً من فصول تعليمنا الكنسيّ. بيد أنّ تراثنا أدرك أنّ العلاقة الروحيّة القائمة بين الأب المرشد والابن المريد، هي العلاقة السويّة البديلة من تعميم فتاوى قد تفيد أحدهم، ولكنّها، في الآن عينه، قد تضرّ بآخرين. الفتوى…
يتنامى القلق لدى المسيحيّين في البلاد العربيّة في شأن بقائهم جماعات وازنة في مجتمعاتهم المختلطة. فوجودهم بات هدفًا معلنًا للإرهابيّين، وسط صمت مريب للحكومات العربيّة والمرجعيّات الإسلاميّة التي تزعم “الوسطيّة”. وليست التفجيرات، التي استهدفت كنيسة “سيّدة النجاة” في بغداد وكنيسة “القدّيسَين” في الإسكندريّة، سوى رأس جبل الجليد الذي يخفي أكثر ممّا يُظهر. وإنْ كان المسيحيّون…
“مهما يكن الأسقف، لا تضعوا فيه رجاءكم. كلاّ لا تجعلوا البتّة لكم رجاءً في إنسان. لا تجعلوا رجاءكم فينا مهما كنّا”. هذا القول لأغسطينُس أسقف هيبّون (+435) ليس دعوةً إلى اليأس أو إلى الإحباط، بل هو دعوة إلى المؤمنين كيلا يضعوا رجاءهم إلاّ حيث ينبغي أن يكون، أي في الربّ يسوع المسيح. وهذا لا ينفي،…
يؤكّد لنا توالي الأيّام ضرورة ابتعاد السلطة الدينيّة عن التدخّل المباشر في الشأن السياسيّ. ولسنا مضطرّين، في بدء كلامنا، إلى التذكير بوجوب التمييز بين الشأن الوطنيّ العامّ والشأن السياسيّ اليوميّ. فهذا أمر بديهيّ. لكنّ التذرّع بالشأن الوطنيّ لإقحام الرأي الدينيّ بالشأن السياسيّ فهو الذي يثير الالتباس، إذ لا حدود واضحة تسهم في رسم معالم كلا…
“الأرثوذكسيّة” صفة تتضمّن أمرين، الاستقامة في الإيمان والاستقامة في الحياة. فلا يمكن اعتبار المرء أرثوذكسيًّا إن لم يكن مستقيمًا في العقيدة وفي كلّ مندرجاتها السلوكيّة. والعقيدة ليست تعليمًا نظريًّا أو فلسفيًّا عقيمًا بلا ثمار حياتيّة، بل هي القاعدة التي يبني عليها المؤمنون حياتهم وتصرّفاتهم ومواقفهم اليوميّة. فالمؤمن بصليب الربّ يسوع وقيامته من بين الأموات، على…
في أثناء العدوان على قطاع غزّة والمجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيليّ بأهل ذلك القطاع، ارتفعت أصوات تتضامن مع الضحايا، وتدين الاعتداءات، وتستنكر السلوك الهمجيّ الذي اعتمده المعتدي في ضربه المعتدى عليه. لكن، في الوقت عينه، سمعنا، في العالم العربيّ وفي لبنان، بعض مَن يتفهّم مبرّرات الهجوم الإسرائيليّ على أهل غزّة، ويلوم الضحايا، لأنّهم أزعجوا الجار…