أنصر أخاك

الأب جورج مسوح Friday April 30, 2004 118

 الأب جورج مسوح

«ظالمًا أم مظلومًا»! هذا هو حالنا.

مناسبة هذا القول اليوم، هو التفاف البعض من القبيلة حول البعض الآخر من القبيلة عينها، في مسألة قد تكون «حرزانة» وقد لا تكون.

يصدر كتاب. يثير هذا الكتاب مشكلة. يُنتقد الكتاب في مقالة. تصبح المشكلة في المقالة لا في الكتاب. يبدأ البعض بالبحث عن المشاكل الشخصيّة التي دفعت صاحب المقالة للهجوم على الكتاب. فتغدو كلّ المشاكل الكنسيّة، في نظر بعضهم، مشاكل شخصيّة بين لاهوتيّين ورجال دين ومَن لفّ لفّهم.

تثار مشكلة في مجلّة «النوّر». لا يقرأها بعض القرّاء لكونها مقالة تثير نقاشًا للبنيان، بل يبحثون عن المقصود بها وما هي الدوافع الشخصّة التي دفعت كاتبها ليكتبها. تقوم قيامة أصدقاء المعني بالكتاب أو بالمقالة، لمجرّد العصبيّة القبائليّة – عفوًا، الصداقتيّة – لا بحثًا عن الحقيقة ولا حبًّا بالحقيقة.

في أوروبا، قيل لي، ثمّة ثقافة اسمها ثقافة النقاش. عندنا، لا يزال البعض منّا وكأنّه يحيا في الطور العثمانيّ الأوّل (الأكثر تخلّفًا من الطور العثمانيّ التاسع عشري)، أي في ما يسمّى «اللفلفة»، و«المعليش» و«بسيطة يا رجل»، و«هوّنها بتهون»، و«ليش حامل هالسلّم بالعرض»، و«ماشي الحال»… ملاحظة ختاميّة: يلاحظ القارئ كثرة استعمال لفظ «بعض» في هذه المقالة الصغيرة. قد يكون بعض هذا – وليس كلّه – منعًا للتعميم، مع العلم أنّ التعميم في الأمور الكنسيّة قد يكون بعضه صحيحًا!

 

 

مجلة النور، العدد الثالث 2004، ص 113

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share