مقتطفات من كتاب: The Purpose Driven Life أو “الحياة المنطلقة نحو الهدف” لـِ “ريك ووران”- الجزء الثاني

mjoa Monday October 13, 2008 219
تمجيد الله
“لأنّ منه وبه وله كلّ الأشياء، له المجد إلى الأبد، آمين”(رو 11: 36)
“الربّ صنع الكلّ لغرضه”(أمثال 16: 4)
كلّ شيءٍ لله. وكلّ ما خلقه يعكس مجده بطريقة ما:”السموات تذيع مجد الله والفلك يُخبر بأعمال يديه”. عبر التاريخ أظهر الله مجده بطرق مختلفة. أمّا التجلّي الأبرز لهذا المجد فقد انعكس في يسوع المسيح، نور العالم. فبواسطة يسوع صرنا نعرف الله:”الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره…”(عب 1: 3). ويسوع أتى إلى العالم لنستطيع أن نرى مجد الله:”والكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا. ونحن رأينا مجده، مجدًا كما لوحيدٍ من الآب، مملوءً نعمةً وحقًّا” (يو14:1). وفي نهاية المطاف  سيوفّر مجد الله كلّ النور الذي نحتاج إليه في الملكوت:”والمدينة لا تحتاج إلى الشمس ولا إلى القمر ليضيئا فيها لأنّ مجد الله قد أنارها والخروف سراجها”(رؤ 21: 23).
.
نحن إذًا مدعوّون لمعرفة مجد الله، لتبجيله، لإعلانه، لتسبيحه، لإظهاره، وللعيش من أجله. ولماذا؟ لأنّ الله مستحقٌّ لذلك:”أنت مستحقٌّ أيّها الربّ أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة لأنّك خلقت كلّ الأشياء وهي بإرادتك كائنة وخُلقت”(رؤ11:4).”…مستحقٌّ هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والكرامة والمجد والبركة”(رؤ12:5). “للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد الآبدين”(رؤ5: 13ب). وكلّ خطيئة، هي في الأساس، الفشل في تقديم المجد لله، هي أن تحبّ أمرًا ما أكثر من الله. وبطريقة من الطرق نحن نعيش لنقدّم المجد لأنفسنا عوض تقديمه لله: “الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله”(رو 3: 23).
فكيف إذًا نقدّم المجد لله؟
قال يسوع للآب:”أنا مجّدتك على الأرض: العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته”(يو4:17). يسوع مجّد الله بإتمامه العمل الذي من أجله جاء إلى الأرض. هكذا نحن نمجّد الله بإتمامنا العمل الذي خُلقنا من أجله. وهذا يتحقّق عبر خمسة أمور.
1-نمجّد الله بعبادتنا له: فالعبادة هي مسؤوليّتنا الأولى تجاه الله الذي يريدها أن تكون مبنيّة على المحبّة والشكر والفرح، وليس على الواجب. والعبادة هي أبعد بكثير من مجرّد التسبيح والترتيل والصلاة. إنّها أسلوب حياة. فعندما تستخدم حياتك لتمجيد الله ، يكون كلّ ما تقوم به عمل عبادة:”ولا تقدّموا أعضاءكم آلات إثمٍ للخطيئة، بل قدّموا ذواتكم للّه كأحياء من الأموات، وأعضاءكم آلات برٍّ لله”(رو6: 13). فما هي العبادة؟
  أ-العبادة تسرّ الله: فالله ليس بحاجةٍ لأن يخلقك، لكنّه اختار أن يخلقك، وسُرَّ بذلك. فأنت على قدرٍ كبير من الأهميّة بالنسبة له. لقد جعلك ابنًا له. وكلّ عمل يعكس هذه البنوّة هو فعل عبادة. هذا ويرى الأنثروبولوجيّون أنّ العبادة صفة إنسانيّة عامّة، وهي طبيعيّة كالأكل والتنفّس. فالله وضع فينا هذه الرغبة لنعبده:”لأن الآب طالبٌ مثل هؤلاء الساجدين له”(يو23:4). وإذا فشلنا في عبادة الله، نجد دائمًا بديلاً له، حتّى ولو انتهينا إلى عبادة أنفسنا.
  ب-العبادة الحقيقيّة تنبع من القلب: “لأنّ هذا الشعب قد اقترب إليّ بفمه وأكرمني بشفتيه، وأمّا قلبه فأبعده عنّي”(إش 13:29). هذا ما أعلنه الله عند إشعياء، رافضًا كلّ أشكال العبادة الشكليّة الفارغة من المعنى.
  ج-العبادة ليست جزءًا من حياتك، إنّها حياتك: العبادة لا تقتصر على الخدم الكنسيّة:”أطلبوا الربّ وقدرته، التمسوا وجهه دائمًا”(مز4:105)؛”من مشرق الشمس إلى مغربها اسم الربّ مسبّح”(مز3:113). فأنت تستطيع أن تسبّح الله في المدرسة، في الجامعة، في العمل، في المنزل، وفي كلّ مكان. فتسبيح الله يجب أن يكون أوّل عمل تقوم به عندما تفتح عينيك في الصباح، وآخر عمل تقوم به عندما تغلقهما عند المساء:”أبارك الربّ في كلّ حين، دائمًا تسبيحه في فمي”(مز1:34). فكلّ نشاط تقوم به يتحوّل إلى فعل عبادة عندما تقوم به لتمجيد الله:”فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئًا، فافعلوا كلّ شيءٍ لمجد الله”(1كو31:10). وكيف ذلك؟ بتأديتكم كلّ شيءٍ كأنّكم تؤدّونه ليسوع، وبتحدّثكم إليه أثناء ذلك:”وكلّ ما فعلتم فاعملوا من القلب كما للربّ ليس للناس”(كولوسي23:3). هذا هو سرّ العبادة المستمرّة. فعملك مثلاً يصير فعل عبادة إن قدّمته لله، وقمت به وأنت منتبه لحضوره معك.
هذا ويقول الرسول بولس: “افرحوا كلّ حين، صلّوا بلا انقطاع”(1تسا5: 16-17).لاحظ العلاقة المتينة بين الفرح والصلاة، فالصلاة تولّد الفرح في القلب، تولّد السلام، والطمأنينة. وقد نجح الكثيرون في الوصول إلى ممارسة الصلاة الدائمة، والتي تُعرف باسم: “صلاة الربّ يسوع”: “أيّها الربّ يسوع المسيح، ارحمني أنا الخاطئ”، فباتوا يردّّدون هذه الصلاة ليل نهار، حتّى أثناء النوم، فقد صارت عندهم طبيعيّة كالتنفّس. وهذا يشبه ما يقوم به الواقع بالحبّ: إنّه يفكّر بحبيبته ليلاً نهارًا، بغضّ النظر عمّا يفعله. وهذه هي العبادة الحقيقيّة: أن تقع في حبّ يسوع. 
 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share