الختن

mjoa Sunday April 12, 2009 159
bridegroomتوضيحا لأوقات الصلاة لا بد من أن تلاحظوا إن خدم أسبوع الآلام لا تقام في اوقاتها. فما سمي شعبيا صلاة الختن يقام في الـمساء. مثال على ذلك في مساء أحد الشعانين نقيم صلاة السَحَر لصباح الاثنين، وخدمتا الاثنين والثلاثاء مساء في حقيقتهما سحرية الثلاثاء والاربعاء. أما سحرية الخميس العظيم فأهملتها معظم الكنائس ويعوض عنها بصلاة الزيت. “أناجيل الآلام” مساء الخميس هي في حقيقتها سحرية الجمعة. قداس سبت النور الذي يقام في النهار مع خدمة الغروب كان يقام مساءً، ولعله كان القداس الحقيقي للعيد.
هذا كان على ما يبدو هكذا حتى يسهّل على الـمؤمنين التجمع عند الـمساء.
ثم لا بد من الـملاحظة أيضا إن الخدم التي تنتهي يوم الأربعاء هي تهيئة للثلاثية العظيمة الـمؤلفة من الخميس والجمعة والسبت وفيها يتركز سر خلاصنا. كذلك أَلْفتُ الـمؤمنين إلى أن هناك عادة قبيحة أن يتناول الـمؤمنون باكرا صباح الخميس العظيم بلا حضور قداس أي انهم يتناولون من الذخيرة الـمعدَّة للمرضى ولا يشتركون في الذبيحة. لا مانع عندي أن يبدأ الكهنة بالقداس باكرا جدا ليساهم فيه الـمؤمنون الذين ينصرفون إلى أعمالهم، أو يرجئوا الخدمة إلى ما بعد الظهر قبل أناجيل الآلام.
ولا بد أيضا من التذكير أن يوم الجمعة العظيم لا يجوز فيه إطلاقا مناولة جسد الرب لأنه يوم لا تتم فيه الذبيحة. ولكن من الواضح أن الـمؤمن مدعو إلى القرابين الـمقدسة كل يوم آخر في أسبوع الآلام وهنا أتمنى على الكهنة مهما قل عدد الـمؤمنين أن يقيموا القداس السابق تقديسه في الأيام الثلاثة الاولى. هذا غذاؤنا وحياتنا. ومن الواضح إننا نصوم بصورة اشد لكي تزداد لهفتنا إلى الـمسيح. وقد اعتاد الأقوياء روحيا إلا يمسّوا طعاما البتة يوم الجمعة العظيم ليلتصقوا بالعريس الإلهي وان يفطروا بما هو قليل بعد قداس سبت النور. وقد شاعت في بعض الأماكن أن يتناول الناس الزفر يوم السبت الـمبارك وهذا خطأ.
كذلك تربَّينا على ألا نفتَّخَم في العيد لئلا نتأذى صحيا. فالشراهة قبيحة في الفصح. انه وعي روحي لا استسلام فيه للشهوة.
إنها أيام نقترب فيها مـن الـمسيح حتى الاتحاد. ولهذا اعتاد الـمؤمنون أن يتحدثوا عن صلاة الختن. والختن كلمة ورثناها من اللغة السريانية وتعني العريس. عبارة “ها الختن يأتي في نصف الليل” مأخوذة من مثَل العذارى في متى ولوقا. عشر عذارى أخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس خمس منهن عاقلات وخمس جاهلات. الجاهلات أخذت الـمصابيح بلا زيت والعاقلات أخذن معهن زيتا وأبطأ العريس فنعسن جميعا ونمن. وعند نصف الليل، علا الصياح، هوذا العريس. لذلك حذّرتنا الكنيسة في الطروبارية من أن نستغرق في النوم حتى نكون في لقاء الـمسيح. العاقلات دخلن وحدهن إلى العرس.
ويقوى معنى الاتحاد بالـمسيح بترتيل: “إنني أشاهد خدرك مزينا يا مخلص”. والخدر هو الغرفة الزوجية وسؤال كل نفس مؤمنة للسيد ان يجعلها عروسا له. ثم نختم هكذا: “ولست امتلك لباسا للدخول إليه فأبهجْ حلة نفسي يا مانح النور وخلصني”.
تردّنا الأنشودة إلى مثَل وليمة الـملك الذي أقام عرسا لابنه فرأى الـملك “رجلا لم يكن له لباس العرس”. الـمنشد يقول بتواضعه لله: أنت أَلْقِ علي الحلة لأدخل، والحلة هي نور الـمسيح.
0 Shares
0 Shares
Tweet
Share