ان السبب فى عدم تقديم شكرنا لله وللناس هو ان كل منا غير راض بحاله. كل منا لا يرى من الحياة الا الجزء المظلم… ولا يرى من الكوب الا الجزء الفارغ. ولا يرى من الظروف الا الظرف المعاكس… ولا يرى من الطرق الا الطريق المسدود. يقول الرسول بولس لتلميذه تيموثاوس: “فلنشكر الرب! “
(1)رجل عجوز تعود ان يذهب الى الكنيسة مبكرا يتوكا على عصاه ولا يقصر ابداً.فاراد الشيطان ان يعيقه عن ذلك فدفع احد اعوانه الاشرار لفتح مجرى ماء مجاور لطريق الكنيسة، فأصبح الطريق امامه مملوًءا بالوحل والطين.وبالفعل تزحلق العجوز وسقط على الارض وتلّطخت ملابسه بالطين فقام من على الارض وشكر الله واصر علىمواصلة الطريق والذهاب الى الكنيسة.
وفي الاسبوع التالي مّرالعجوز بنفس الطريق متوجهاً الى الكنيسة فظهر له الشيطان في هيئة رجل يريد مساعدته حتى يصل الى الكنيسة بسلام ولا يسقط في الطريق .ولما وصل العجوزالى باب الكنيسة استأذن الرجل في الانصراف فساله العجوز:”من انت؟”أجاب:”أنا ابليس.”فقال العجوز:”إن ذلك ليس معقولاً!هل يساعدني ابليس للوصول للكنيسة؟”اجابه الشيطان قائلاً:”الاسبوع الماضي أوقعتك في الوحل والطين ولكنك نهضَت وشكرَت الله. امااليوم فساعدتك لكي لا تسقط مرة أخرى وتقوم وتشكرالله مرة اخرى…فأنا لااريدك ان تشكرالله!”
يقول القديس مار اسحق السرياني: الذي لا يشكر على درهم واحد كاذب هو إن قال انه يشكر على الف دينار ! نعم… ان حياة الشكر هي حياة الرضا والسلام. فنحن دائما نشكر الله عندما يمنح ولا نشكره عندما يمنع. أُشكْر الله في كل وقت، فكم من المصائب مَنَعها عنك دون ان تعرف…
أُشكْرالله على كل حال ومن أجل كل حال وفي كل حال…
(2)اصيب كاهن مبارك بفشل كلوي ولكنه كان دائب الشكر لله ولاحظ القريبون منه انه يقيم قداساًسنوياً في موعد ثابت وعندما سألوه عن سبب ذلك قال:انه “قداس شكر لله”.ولقد كانت قّمة تعّجبهم عندما عرفوا ان هذا القداس يقام في ذكرى اليوم الذي اصيب فيه بهذا المرض وهنا كان اوج الغرابة…فالناس يشكرون الله عندما يمّن عليهم بالشفاء من المرض اما هذا الاب الفاضل فيرون فيه شيئا جديداً لم يألفوه في طبعهم البشري وطبيعتهم الانسانية: فهو يشكرالله ويقيم قداس شكر على مرض يعاني منه منذ ١٠ سنوات .ورغم انه يئّن تحت ثقل جسد بال.” فكِّر واشُكر…” هاتان الكلمتان محفورتان على كثير من الكنائس الانجليزية الاثرية. فكِّر فيما وهبك الله واشكرعلى ما وهبك اياه.