مثل عمّال الكرم

mjoa Sunday October 17, 2010 582
من الأمثال التي تعلن رأفة الله بالخطأة : مثل عمّال الكرم ( متى 20 : 1 – 15 )
أ – مرحلة الاستكشاف : لعبة : يطلب المرشد من 3 أشخاص من فرقته أن يقفزوا 50 قفزة ، ثمّ يطلب من آخرين أن يقفزوا 30 قفزة ، ومن 3 آخرين 20 قفزة،ومن 3 آخرين 10 قفزات.( ويكون قد اتفق مع كلّ مجموعة على إعطائهم قطعة من الشوكولا دون إعلام الآخرين ) : الكلّ يقفزون في الوقت ذاته. وعندما يتوقف المشاركون ، يوزع المرشد قطعة الشوكولا على الفرقة ، على أن يبتدأ المرشد بالتوزيع من الذين قفزوا مرّات أقلّ الذين قفزوا 50 مرّة.
بعد ذلك يجري المرشد حوارا لمعرفة رأي الفرقة بالتوزيع ( الهديّة ذاتها بالنسبة للذي قفز كثيرا والذي قفز قليلا ) ولإبداء رأيهم بهذا التصرّف . من ثمّ يسألهم : هل يذكركم ما حصل الآن بقصّة قرأتمونها أو سمعتم عنها ؟؟؟
ب- مرحلة التعليم : قراءة المثل و شرحه.
– الشخصيّة الرّئيسة في المثل : ” ربّ الكرم “، من هنا برز اقتراح للأستاذ كوستي بندلي أن يسمّى المثل بمثل ” ربّ العمل الكريم ” .
– الشبه في هذا المثل هو بين ملكوت السّموات والحساب الذي يجريه ربّ الكرم لعمّاله .
– الدّينار هو الأجرة اليوميّة التي كانت تدفع .
– السّاعة الثالثة : أي بين السّاعة 8 و 9 صباحا وفق توقيتنا ، إذ كانوا يحسبون السّاعات إبتداء من موعد شروق الشمس .
– الفعلة كانوا ” قياما في السّاحة بطالين” : تفيد معنى الإقامة في السّاحة .
– إن خروج صاحب الكرم المتكرّر : يشير إلى مدى استعجاله لإنهاء العمل .
– إن سؤال ربّ الكرم ” ما لكم قائمين هنا طوال النهار بطالين ؟ ” : ينمّ لا عن الدّهشة إنما عن اللوم.
– كان من البديهيّ أن تدفع الأجرة في المساء . أمّا أن يعطي ربّ الكرم أمرا خاصّا بهذا الشأن ، فهذا عائد إلى أن لديه قصدا خارجا عن المألوف ألا وهو ان يدفع أجرة يوم كامل للجميع دون استثناء .
– يدّعي عمّال السّاعة الأولى أنه قد لحق بهم إجحاف مزدوج : أ- عملوا 12 ساعة بينما لم يعمل الآخرون سوى ساعة واحدة . ب – اضطروا أن يعملوا في لفح الرّيح الجنوبيّة الشرقيّة الحارّة التي تهبّ على فلسطين في موسم القطاف .
– في الحوار بين العمّال وربّ الكرم : أ- أغفل العمّال ، في ثورة غضبهم ، تسمية صاحب الكرم باسمه و لقبه . ب- أمّا هو فيكرّمهم إذ يستهلّ جوابه بعبارة ” يا صديقي ” : تستعمل عندما يجهل المرء الإنسان الذي يخاطبه ، كما تعبّر عن الرّفق والعتاب : = يا صاحبي – بيت القصيد هو كرم ربّ الكرم . والكرم هذا لا يلغي العدالة ولكنه يتخطاها. لذا فنحن نبتعد عن روح الإنجيل إذا تذرعنا بـ ” المحبّة ” لنتجاهل متطلبات العدل . فلا محبّة بدون عدل ، ولكن المحبّة تتجاوز العدل بالسّخاء .
الاستنتاج : إن ربّ الكرم لم يبخس عمّال السّاعة الأولى حقهم ، إنما اعطاهم ما كان متفقا عليه غير منقوص . ولكنه شاء ، بدافع من كرمه ، أن يعطي الباقين أكثر ممّا يستحقون . والله ، يقول الرّبّ يسوع ، يشبه هذا الملك الّذي أشفق على العاطلين عن العمل وعلى عائلاتهم . وهو يعبّر الآن عن رأفته بمنحه العشارين والخطأة نصيبا في خلاصه ، دون أن يكون لهم فضل في ذلك . وهكذا سوف يتصرّف في يوم الدّينونة . هذا هو الله ، يقول الرّب يسوع ، وهذا هو رفقه ، ولذا فإنني أترفق أنا أيضا لأنني أمثّله.
– متابعة الحوار : والآن ، ما رأيكم بالتصرّف الذي قمت به ؟ ( العودة إلى البداية )
ج – مرحلة الاستيعاب : توزيع الفرقة الواحدة إلى مجموعتين و على كلّ مجموعة أن تؤلف نهاية للقصّة تظهر فيها العدل و المحبّة معا . من ثمّ تزيين الكرتونة التي كتبت عليها النهاية . وتعرض المجموعتان عملهما .
القصّة : كان شابان صديقين حميمين ، إذ قضيا أيام طفولتهما سوياً ، لعبا معاً وذهبا الى المدرسة ثم الى الكلية معاً، تخرَّج أحدهما محامياً ثم أصبح قاضياً ، أما الآخر فاشتغل في الأعمال الحرة ، غير أن أعماله لم تكن مسنقيمة، وأخيراً أكتُشف غشه واعتُقل وقُدم الى المحاكمة وكم كانت دهشته حينما وجد نفسه أمام صديقه القديم . كانت قاعة المحكمة تغص بالحضور . وإذ علم البعض أن هذين الشخصين كانا معاً منذ الصغر ، زاد فضولهم ورغبتهم في معرفة تصرف القاضي ، وظنوا بأنه سيحاول تبرئته بقدر المستطاع . ولما طرحت القضية واستدعي الشهود ظهرت جريمة المتهم ، ( متابعة القصّة ) وبدل ان يتساهل القاضي مع صديقه ، حكم عليه بأقصى ما يفرضه القانون في مثل هذه الجريمة . حينئذ سرت موجة من الهمس والتذمر بين الجمهور المجتمع في القاعة ، ولكنهم صمتوا فجأة حينما شخصوا الى القاضي فوجدوه يخلع جانباً ثوب القضاء ، ويخطو الى خارج المنصة حيث السجين واقفاً . وتناول من جيبه دفتر الشيكات وحرر شيكاً بالمبلغ كله وسلمه للسجين !!! كقاضي ما كان في وسعه أن يعمل شيئاً سوى إدانة المتهم ، ولكنه كمُحب وفّى دين صديقه وأطلقه حراً .
0 Shares
0 Shares
Tweet
Share