طفلين في المذود

mjoa Monday November 15, 2010 135

كان مارك ، يعمل في میتم للأطفال، في إحدى قرى روسیا، في سنة 1994 ، وبالتحدي في شھر كانون الأول، ديسمبر.
ذات يوم، دعته إدارة المیتم كي يخبرا الأطفال، عن قصة المیلاد. كان ذلك المیتم، يحوي العديد من الأولاد، الذين عانوا من الإھمال، والإعتداء، والعنف منذ سنین مبكرة في حیاتھم. استمع الأولاد، بكل إنتباه، إلى مارك وھو يخبرھم قصة المیلاد. كان الجمیع سكوتا بینما مارك يخبرھم عن والدة الإله العذراء مريم ويوسف، كیف لم يجدا منزلا لتلد فیه مريم طفلھايسوع. وكیف ولدته وقمطته وأضجعته في مذود بسیط. حینما أنھى مارك قصته، وزع على الأولاد، قطعا من الكرتون، والورق والقماش والقش وطلب من كل منھم، أن يصنع مذودا بسیطا، وطفلا من القماش، لیضعه في المذود فوق القش، ثم يغطي المذود بقطعة قماش.

انھمك الأولاد بالعمل بكل فرح. بعد دقائق، أخذ مارك يطوف بین الأولاد، لیرى ما صنعوا، وإن كان أحدھم بحاجة إلى مساعدة. كان كل شيء على ما يرام، إلى أن وصل مارك إلى جانب ولد صغیر اسمه “میشا”.
كان میشا قد صنع مذودا بسیطا ووضع فیه القش، لكن إستغرب مارك، عندما رأى طفلین في المذود. ظن مارك أن میشا لم يفھم القصة جیدا، فانحنى بجانبه وطلب منه، أن يعید علیه قصة میلاد يسوع. روى میشا القصة بكل دقة، إلى أن وصل إلى الجزء حین وضعت مريم الطفل يسوع في المذود. حینھا، أكمل میشا القصة قائلا:

وعندما وضعت مريم، الطفل في المذود، نظر إلي يسوع وسألني إن كان لدي مكان لأسكن فیه. أجبته أنه لیس لي أب أو أم، لذلك لیس لي مكان لأسكن فیه. حینئذ قال لي يسوع، يمكنك أن تمكث معي. لكنني أجبته، إني لا أستطیع أن أقبل دعوته، إذ لیست لي أية ھدية، لكي أقدمھا له، كما فعل الآخرون. لكن مع ذلك، كنت أرغب من كل قلبي، أن أكون مع يسوع، فأخذت أفكر بما عندي لكي أعطیه. فكرت إنه إذا نمت معه في المذود،ربما أستطیع أن أعطیه بعض الدفء. سألت يسوع: إن منعت عنك البرد وجعلتك تستدفئ،ھل يكفي ھذا ھدية لك؟ أجابني يسوع: إن ھذه أعظم ھدية أكون قد استلمتھا. بعد ذلك،دخلت إلى المذود بجانبه. حینئذ نظر إلي يسوع وقال: تقدر أن تسكن معي، إلى الأبد.
حین أنھى میشا قصته، كانت عیناه قد امتلئتا بالدموع. وضع رأسه بین يديه وأخذ يجھش بالبكاء. لقد وجد ذلك الصبي الیتیم من لن يتخلى عنه أو يتركه أو يؤذيه. وجد شخصايمكث معه إلى الأبد، وجد الرب يسوع المسیح.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share