كلمة المطران جورج خضر في رسامة عبود متري شماسًا إنجيليا باسم الشماس باسيليوس

mjoa Sunday January 9, 2011 326

“ها كل شيء قد صار جديدا”. أخي الشماس باسيليوس، كل شيء يصير لك جديدا إن دربت نفسك بالروح القدس. أما السماوت في كنهها عتيقة، والزمان دائما عتيق. لم نقل في الكنيسة إننا افتتحنا عاما جديدا. نقول ختن المسيح باقتلاع جزء من لحمه. وعندما نعكس ذلك على أبناء العهد الجديد الذين حرروا من شريعة موسى نقرأ فيما كتبه بولس إلى أهل كولوسي اليوم: “ها نحن قد ختنا ختانة جديدة بخلع جسم البشرية”. يريد بكلمة جسم هنا أن الخطايا لها كيان فينا كالجسم البشري. هي كومة قذارات تؤلف فيما بينها لحمة. ويدعونا إلى أن نضرب هذه الشهوات فينا. فلا يبقى أثر للمعصية فينا. هذه هي الختانة لأهل العهد الجديد. لا يبقى فيهم أثر للخطيئة. يقطعونها كما كانت تقطع من الصبي اليهودي قطعة من جسمه. نحن نقطع الخطيئة. هكذا قد تكون لنا سنة مدنية جديدة. يكون لنا قلب جديد.

قال أحد علمائنا القدماء: أنت تختن عينيك، كل حواسك، لئلا تنظر إلى شيء دنس. وتختن أذنيك لئلا تسمع أمرا دنسا. وتختن يديك حتى لا تحمل شيئا نجسا. وتختن قدميك لكي تسلك في دروب الرب. وتصبح هكـذا بعيـنيك وأذنـيك ويديك وقدميك مخصصا للرب فقط.

وحتى تتروض على ذلك، على حب مسيحك، جعلناك شماسا، وفي اللغة العربية خادم. أنت فقط خادم. أنا خادم. وكل هؤلاء الذين حولك خدام. نحن المسيحيين ليس عندنا زعيم، وما عندنا قائد غير المسيح. وهو القائل عن نفسه “ما جئت انا لأُخدم بل لأخدم”. ماذا عنى بأخدم؟ فسّرها: لأخدم أي لأبذل نفسي فداء عن كثيرين. البذل باللغة العربية يعني العطاء الكامل، المحق الكامل لشهواتك، ومحق كل كلمة من فيك لم تأتك من الله. نحن ندرس، نتدارس علوم الدنيا في الجامعات فقط لشيء واحد، لنجعلها في خدمة الإنجيل. أنت تحب الناس لكي يتحركوا إلى مسيحهم. من عرف نفسه محبوبا يحب.

سوف تتدرب على محو الأنا الرهيبة التي فيك. أنا لست بشيء. تمحق الأنا، فتصير لا شيء. واذا رآك يسوع تجعلك عيناه شيئا.
سوف تروّضك الكنيسة فترة من الزمن لتعرف المسيح، بل كما يقول الرسول، بل ليعرفك هو. إن عرفك هو تفهم أنك محبوبه. وعندذاك تبدأ الحياة فيك. كل ما في هذا العالم من جمالات وأفراح وإنجازات، كل ما في هذا العالم له قيمة فقط لأنه قد يذيقنا المسيح.

كل حياتك العائلية هي مجرد تدريب على محبة يسوع. غير هذا لا وجود له. المرأة والأولاد وما إلى ذلك هي فقط أدوات، وسائل لتذهب إلى معشوقك الوحيد وهو يسوع. إذا فهمت هذا، وأعرف من تاريخك الفتي أنك على مقدار من الفهم الروحي، ورأيناك فهيما، نعرف أننا لم نخطئ بوضع الأيدي عليك. إن ما فعلناه اليوم، ما فعلته هذه الجماعة أنها دفعتك إلى المخلّص. وأحست بتواضعها أنك ذاهب إليه. لا تنس الطريق. لا تنس غاية الطريق. ليس لك درب آخر. دفعناك الى وجه يسوع. انظر الى وجهه فقط، آمين.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share