الكذب

mjoa Monday January 30, 2012 118

الكذب ملح الرجال”. هذا ما نقوله نحن الناس ونفتخر به. يفتخر الكاذب بكذبه لأنه ينطلي على الناس، وفي أحيان كثيرة يظهره بمظهر البطل. أيضًا منّا من يتكلم على “الكذبة البيضاء” ويشرّعها لأن الهدف منها هو إفادة البعض. الكذب هو كذب، فلا أبيض ولا أسود. الحقّ والحقيقة هما المطلوبان منّا نحن المؤمنين.  يقول لنا السيد “قولوا الحقّ والحق يحرركم”.

نحن نعتبر أنّ الكذب يحصّننا من بعضنا البعض، لأننا نخاف بعضنا البعض. ترى هل نخاف من الله؟ هو الذي وصف الشيطان بأنه “أبو الكذب” . نقول أحياناً “حبل الكذب قصير”، وهذا ينطبق من حين إلى آخر إذ تنجلي الحقيقة أمام عيوننا.
أحبائي، الكذبة الكبرى هي أن نكذب على الله إذ نظهر أنفسنا مؤمنين به فقط أمام الناس وليس أمامه.

عجبي كيف نخاف بعضنا البعض ونكذب على أنفسنا ولا نخشى الله.
يعلّمنا الرسول بولس قائلاً “كل شيء مباح لي ولكن ليس كل شيء موافق”. هذا الكلام ينطبق على الكذب، لأنه، أي الكذب، ليس موافقاً لنا على الإطلاق بل يجعلنا أداة يتحكّم بها الشرير. “صادقة هي الكلمة” يكتب الرسول بولس إلى تلميذه تيموثاوس.

إيماننا إيمان صادق، وبالتالي فالكذب هو سلاح ضدّ الإيمان. عندما نكذب ننسى أننا أَتباع يسوع الصادق الذي لم يتكلم إلاّ بالصدق.  هناك جهاد لا شك، حتى نمرّن أنفسنا على عيش الحقيقة وأن نمنع لساننا من النطق بالكذب. وهو تجربة مستمرة علينا أن نجاهد ضدّها.

الولد يكذب على “قدّه ” فنضحك له لأنه ذكي فيتعلم أن يكذب علينا عندما يكبر “على قده” أيضًا. لكن إن نبّهناه على قول الحقيقة وهو صغير فسيقول الحقيقة وهو كبير.

حتى تعلّم ولدك قول الحقيقة عليك أنت أيضًا قولها لأن أولادنا هم أول من يكتشف كذبنا. فلننتبه اذن يا أحبة، إلى كلّ ما نقول، ولنجاهد كي يكون كلامنا صادقاً.

أما إن جرّبت بقول كاذب فَصلِّ وقُلْ “إِجعل يا ربّ حارساً لفمي وباباً حصيناً على شفتيَّ.

نشرة الكرمة تصدرها أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share