الشَّباب أيضًا وأيضًا – ماذا يمكن للكنيسة أن تقدّم لشباب اليوم؟

mjoa Sunday February 19, 2012 99

أين تَكْمُنُ الأخطار؟ هل هي في اللهو والسَّهر والالتصاق المستمرِّ بالتلفزيون، بالخلويّ أو الإنترنت؟ أم هو أكثر من ذلك، خطر السُّكر والمخدِّرات؟
هل هو أيضًا نتيجة عدم اكتراث الوالدَين بالتَّربية والعناية بأولادهما، بسبب انشغال الرجل والمرأة، على السَّواء، بوظائفهما؟ أم أكثر من ذلك، لعدم اتِّفاق الوالدَين وخصامهما المستمرّ؟، هذا إذا لم يحصل طلاق.

مهما كانت الأسباب، فالكنيسة لها دور، لا بدّ منه، تلعبه، وهي، في كثير من الأحيان، مقصِّرة. غالبًا، ما نعزو هذا التَّقصير إلى عدم رعاية الكهنة رعاية كافية. فلنطرح على أنفسنا السؤال: ماذا نفعل؟

*    *    *

على غير ما نظنّ عادةً، فإنَّ الشَّباب يبحث عن حقيقة حياة بديلة عن الحياة الاجتماعيَّة الحاضِرة. يفتِّشون عن الحقيقة المُطْلَقَة، عن الحقّ، عمّا هو صادِق، عمّا هو مجَّانيّ. يرفضون القواعد النسبيَّة الكاذِبة (وإن كانوا عَالِقين فيها). هذه الحياة الأرضيَّة لا تكفيهم. في الوقت نفسه، يحتاجون إلى من يَدُلُّهُم على ما هو أفضل، على ما هو أَكْمَل. هل الكنيسة قادِرَة على ذلك؟، وكيف؟. هذا هو السؤال.

تقولون إنِّي أطرح الأسئلة ولا أجيب. نعم!، لأنَّ المسألة تتطلّب بحثًا وعناءً، ولا يوجد جواب جاهز وكامل يمكن أن يُقدَّم. هناك فقط بعض الإقتراحات:

1- أن يتجرَّأ الواحِد، أكان إكليريكيًّا ام علمانيًّا، على أن يفضح ما هـو كـاذِب في الكنيسـة وفي العالم دون أن يفقـد تواضعه. الفرح الحقيقي يأتي من القبر الفارغ، لا من وعود السُّكر والمخدِّرات الفارِغَة.
2- التَّركيز على التَّربية العائليَّة، كون العائلة كنيسة صغيرة.
3- الشَّباب اليوم بحاجة إلى مرشِدين، وأكثر من ذلك إلى آباء روحيِّين، إكليريكيِّين كانوا أم علمانيِّين، رهبانًا أم غير رهبان، رجالاً أم نساء. هم بحاجة إلى قُدوة، إلى مِثال في حياتهم، لا فقط إلى أقوال. أنتم تنتظرون ذلك من المطران ومن الكهنة فقط.

 نعم!، أقولها لنفسي وللآخَرين: على المطران أن يكون قريباً من رعيّته. وهذا له طرق عديدة.
لكن، إسمحوا لي أن أقول، أيضًا، لا تنتَظِروا دائماً من المطران أن ينفِّذَ أهواء الناس ومصالحهم.

إسمحوا لي، أيضًا، بروح أبويّة، أن أُذَكِّرَكُم أنَّ الكنيسة لا تقتصِرُ على المطران والكهنة. كلُّ إنسانٍ مؤمنٍ ملتزمٍ بمقدوره أن يكون قُدوةً ومرشِدًا للآخَرين، وبخاصَّة للشَّباب، إذا كان أبًا، أو أمًّا أو رفيقًا في المدرسة، في الجامعة أم في العمل. هذه الشَّهادة، في عالم اليوم الدَّهريّ (secular world)، مهمّة للغاية لأنَّ العلمانيَّ له فُرَصٌ أوسع ليتنَزَّهَ عن الماَّديَّات في ما بين الناس بداعي مهنته وأشغاله. والطريق، طريق الرَّجاء، يبقى مفتوحًا.

أفرام مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
نشرة الكرمة تصدرها أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share