البيت المبنيّ على صخرة المسيح

mjoa Sunday March 11, 2012 113

يقول القديس يوحنا الذهبي الفم في العائلة، إن التناغم والتعاضد في البيت المسيحي يجب أن يكونا كما كان الوضع في العائلات التي باركها الله كبيت إبراهيم وساره والمولودين فيه “وكان عددهم ثلاث مئة وثمانية عشر” (تكوين 14: 14) كانوا يداً واحدة في التضرّع والعمل والجهاد والتقوى.

هكذا البيت المسيحي المبني على صخرة المسيح نفسه، فالأُبَّهة والمال هي كالغبار تزول لأنها تضع من شأن النفس، فبيت المسيح ليس المكان المليء بالأثاث الفاخر والغرف التي لا تحصى والملابس الكثيرة، وإنما هو المكان الذي نعمل فيه على خلاص نفوسنا. بيتنا يكون بيت المسيح عندما يُرَبَّى الأولاد بالكلمة الإلهية ويعملون بها. هم وأهلهم الذين بدورهم يجب أن يعرفوا ما معنى القيم المسيحية. ولكن هل يعرف الأهل اليوم التعاليم والقيم المسيحية لينشِّئوا أولادهم عليها؟

البيت المسيحي حيث وُجِدَت مدرسة تُعَلَم تعاليم المسيح والكنيسة بحيث يصبح البيت كنيسة صغيرة بكل ما للكلمة من معنى، كما كان بيت أكيلا وبريسكيلا اللذَين يذكرهما الرسول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس ويسلّم على الكنيسة التي في بيتهما (16: 19).

الهدف الأول والأساس للعائلة الكنيسة هو نفسه الهدف للزواج المسيحي، السعي إلى خلاص النفس، من هنا أهميّة أن تكون كل عائلة جزءًا حقيقيًّا ومَتينًا من الكنيسة، بحيث يتعلّم أبناء هذه العائلة كيف يواجهون الصعاب، وكيف يسيرون درب المسيح ويحفظون الإيمان والتقاليد والعادات المسيحية وحُبّ الله وحب القريب

*    *    *

البيت المسيحي فيه زاوية توضع فيها الأيقونات حيث تتلاقى العائلة يومياً للصلاة أمامها، فتضفي جمالاً ليس فقط على ديكور بيتنا الحجري إنما أيضًا على بيتنا اللحمي الروحي والعائلي. هذه الزاوية المقدسة يجب أن تكون المحور حيث تتوحد العائلة بالمحبة والصلاة، فبهذه الطريقة تسكن النعمة بيتنا، لأن الرب في ساعة الصلاة العائلية هذه يكون حاضراً، لأنه قال: “إن اجتمع إثنان أو ثلاثة باسمي أكون أنا معهم”. (متى 18: 20) عند اجتماع العائلة في الصلاة يدرك الجميع أنهم تحت ستر وقاية الله وأنه هو الفاعل في أمور حياة العائلة وهو يحفظها من كل شر.

ألله والكنيسة هما الرابط للعائلة لا السياسون ولا علماء النفس ولا الماديّة ولا البنية الإجتماعية ولا الفرح العالمي.

صلاة الجماعة في البيت تساهم في تقوية إيمان الآخرين وبعضنا البعض. هذا يخلق لُحمة قوية من المحبة والفهم المتبادل بين كل أفراد العائلة

*    *    *

إنه في كنف العائلة يمكننا أن نتعلم وأن نطبق المحبة المسيحية. فإن لم نستطع أن نحب من هم من لحمنا ودمنا هل نستطيع أن نحب الغرباء؟  فإن كنا لا نستطيع أن نحب من هم من لحمنا ودمنا فإننا لن نتمكن من محبة الغرباء عنا ولن نكون مستحقين بالتالي لأن نحب الله لأن الرسول يوحنا كان واضحاً برسالته بقوله: “فإن قال أحد أنا أحب الله ولكنه يبغض أخاً له فهو كاذب لأنه إن كان لا يحب أخاه الذي يراه فكيف يقدر أن يحب الله الذي لم يره قط” (يوحنا الأولى 4: 20).

الصلاة العائلية تُنمّي الحب العائلي الذي ينطلق منه أفراد العائلة نحو محبة الغرباء فمحبة الله.

نشرة الكرمة تصدرها أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share