السجود للصليب

mjoa Sunday March 18, 2012 141

هذا الأحد المسمّى أحد السجود للصليب هو في حقيقته سجود للمصلوب. الفكرة ان الكنيسة لاحظت أن بعض المؤمنين يتعبون من الصيام في انتصافه، فحتى تشدّهم الى ان يكملوا السعي بلا ملل جعلت ذكرى صغيرة من آلام السيد.

الذبيحة التي رُفعت على الصليب هي المسيح نفسه. وبها صار رئيس كهنة او بالحري الرئيس الوحيد لأنه المقرِّب والمقرَّب معا.

في إنجيل اليوم يكشف مرقس لكل مؤمن معنى الصليب وكيف يجب ان يلتزم الصليب وينذبح بآلام السيد، ويبين أن في الأمر اتّباعا لطريق المخلّص اذ يقول: “من أراد ان يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني”.

في البدء  عندك وقفة التزام. إرادتك تتعهد المسيح. هذا يقودك الى ان تتجرد عن الأنانية وحب الذات وشهواتها، وهذا ما قال عنه السيد “فليكفر بنفسه”. ولكن حتى تتخلى عن شهواتك حقيقةً لا بد لك من حَمل صليبك اي ان تحتمل مشقّات الحياة كما حمل الرب يسوع صليبه. ان تمشي وراء السيد يُلقي عليك تعبا جسديا ونفسيا. الناس الذين حولك او من تتعامل معهم يعذّبونك بالدرجة الأولى. هذه الآلام شرط لتتبع المسيح. ان كانت كل حياتك هرج ومرج فأنت تابعٌ أهواءَك ولست تابعًا للمسيح.

ويجسّم الإنجيل هذا المعنى بقوله: “من أَهلَكَ نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل يُخلّصها”. إهلاك النفس يقصد به التعب والإمساك عن الخطيئة. هذا كله ضبط للأهواء ومراقبة للنفس وإشراف على الذات.

ويصل الى القمة عندما يقول: “ماذا ينفع لو ربح العالم كله وخسر نفسه، او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه؟”. لك ان تربح كل أموال الدنيا ومجدها، ونفسك واقعة في الخطيئة. ماذا تكون قد كسبت؟  تكون نفسك قد دخلت الجحيم اليها وفي نفسك مال ومجد ونفوذ اي لا شيء في نظر الله او شقاء حقيقي للنفس. بماذا تفدي نفسك؟ هل نفسُك اذا انتُهكت ثمن لهذه الأمجاد والملذات.

هذا السقوط يعني في حقيقته أنك تستحيي بابن البشر. إن كنت لا تستحيي تحتمل كل شيء وتشهد ويضمّك المسيح الى صدره.

المطلوب أن تختار بين المخلّص وما كان عدوّا للمخلّص اي الخطيئة. هما لا يجتمعان في قلب واحد. المطلوب ان تنحاز ليسوع ولا تجمع معه آخر او لا تجمع معه ضدّه.

اذا كنت معه تذهب الى أعمالك والى عائلتك والى كل همومك الشرعية. تأتي منه اليها وتكون أعمالك مقدسة. وتكون حاملا صليب المسيح بفرح.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

نشرة رَعيّـتي تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share