لو كان لكم إيمان

mjoa Monday August 13, 2012 257

” لو كان لكم إيمان مثل حبة الخردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا الى هناك فينتقل ولا يتعذر عليكم شيء، وهذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم”
كثيرون منا يعتقدون بأن زمن المعجزات انتهى في هذا العصر عصر التقدم والتكنولوجيا. الرب يسوع المسيح “هو هو أمس واليوم وإلى الأبد”. (عبرانيين8:13). هو من قال : “ها أنا معكم كل الأيام إلى منتهى الدهر”(متى 20:28). وهو نفسه الرب يسوع أعطى تلاميذه القوة والسلطان على كل الأرواح النجسه بقوله لهم:” أشفوا المرضى.طهروا البرص. أقيموا الموتى. أخرجوا الشياطين. مجاناً أخذتم مجاناً اعطوا”.(متى 8:10).

ونجد في الكتاب المقدس آيات كثيرة عن التلاميذ ” أنهم أخرجوا الشياطين ودهنوا بالزيت مرضى كثيرين فتعافوا”(مرقس13:6). وفي سفر اعمال الرسل يخبرنا الإنجيلي لوقا بأن “عجائب كثيرة كانت تجري على ايدي الرسل”.(اعمال3:2).
لا شك بأن أساس المعجزات هو الإيمان، لهذا قال الرب لتلاميذه “فاني الحق اقول لكم: لو كان لكم إيمان مثل حبة الخردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا الى هناك فينتقل ولا يتعذر عليكم شيء”. (متى20:17). فالعلاقة متبادلة بين الإيمان وصنع المعجزات. فالإيمان هو اساس ومصدر المعجزات والمعجزات هي دعامة الإيمان. ولا بد أن نذكر أن المعجزات هي من تجعل في كثير من الأحيان غير المؤمن مؤمناً.
من خلال مطالعتنا للكتاب المقدس نرى أن غالبية معجزات الرب يسوع المسيح فيها سؤال عن الإيمان أو تاكيد لإيمان الشخص المراد صنع المعجزة له ولجميع من حوله. فيقول الرب يسوع المسيح لقائد المئة:”اذهب وكما أمنت ليكن لك” وللمرأة النازفة الدم :”ثقي يا ابنة إيمانك قد شفاك”. ولرئيس المجمع الذي ماتت ابنته:”لا تخف آمن فقط”. وايضاً بولس الرسول استعمل نفس ألفاظ الرب يسوع المسيح بقوله لحافظ السجن:” آمن بالرب يسوع المسيح تخلص أنت وأهل بيتك”.
وفي هذا النص الإنجيلي المقدس عجز التلاميذ عن طرد الشيطان وذلك بسبب عدم إيمانهم فلهذا سأل التلاميذ يسوع على انفراد :” لماذا لم نقدر نحن أن نخرج الروح النجس من الصبي؟ أجابهم يسوع: “لعدم إيمانكم”. اي لقلة إيمانكم. لأن التلاميذ كان لهم إيمان إلا أنه كان ضعيفاً وغير فعال. وطالما كان الإيمان ضعيفاً نصحهم الرب يسوع المسيح بالصلاة والصوم .” فقال لهم يسوع لعدم ايمانكم.فاني الحق أقول لكم :لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا الى هناك فينتقل ولا يتعذر عليكم شيء، وهذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم”.(متى 20:17). هكذا يربط السيد المسيح الإيمان بالصلاة والصوم، فإن كنا بالإيمان نختفي في المسيح يسوع ربنا الحال فينا ليطرد العدو عنا هذا الذي لا يقدر أن يقف أمامه، فإن إيماننا هذا لا يكون عاملاً بدون الجهاد خلال الصوم والصلاة.
فليس الإيمان المطلوب لصنع المعجزات هو الإيمان النظري فهذا النظري لا يصلح لشيء. وإنما الإيمان المطلوب منا هو ” الإيمان الكامل والعامل بالمحبة”. فالرسول يعقوب يقول:” الإيمان بدون أعمال ميت”.(يعقوب 20:2) فالايمان مهم لرفع الروح فينا وهذا لا يحصل إلا بالجهادات اليومية والارتفاع عن الدنيويات بالصوم والصلاة وتغذية الإيمان بواسطة تطبيق تعاليم الرب يسوع المسيح في حياتنا اليومية لنكون مثتل القديسين والرسل. من خلال الصلاة اليومية ومتابعة الأسرار المقدسة الإلهية.والصوم وطاعة وصايا الإنجيل، وبعمل المحبة والرحمة في كل لحظة من حياتنا. وبأن يكون لنا رغبة حقيقية بالإيمان بأن الله هو أبانا الذي في السموات وعلى الأرض وأن الرب يسوع المسيح هو كلمة الله المتجسد على الأرض من اجل خلاصنا.
ويقول أيضاً:”كما أن الجسد بدون روح ميت هكذا الإيمان أيضاً بدون أعمال ميت”.(يعقوب26:2). فالإيمان المطلوب هو الإيمان الحي، والإيمان الحي والحقيقي هو الإيمان الذي يحوي أعمال المحبة والرأفة.
فالمعجزات مستمرة وكثيرة جداً، فمهما تقدم العلم ومهما بلغ شأنه لا يستطيع أن يفسر معجزة واحدة من المعجزات التي تمت على يد الرب يسوع المسيح او تلامذته، وعلى يد رجال الله الأبرار والشهداء والقديسين. فمثلاً كيف نفسر بالعلم معجزة إشباع خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأطفال بخمسة أرغفة وسمكتين؟. وكيف نفسر طبياً وعلمياً معجزة إقامة لعازر من الأموات بعد أن أنتن في القبر لمدة أربعة ايام؟. وكيف نفسر شفاء بطرس الرسول لرجل مولود من بطن أمه أعرج، كان جالساً على باب الهيكل يستعطي. فعندما رآه بطرس الرسول قال له:”ليس لي فضة ولا ذهب ولكن الذي لي فإياه أعطيك. باسم يسوع المسيح الناصري قم وامش”. وأمسكه بيده اليمنى واقامه وصار يمشي”(أعمال الرسل1:3-8). وشفاءات كثيرة حصلت على يد الرسل بعد قيامة الرب يسوع المسيح نقرأها في سفر أعمال الرسل.
يا اخوة لنكن مؤمنين بتعاليم الرب يسوع المسيح إيماناً شديداً غير متزعزع ونسلك في حياتنا كلها بحسب وصاياه الإلهية ونتواضع تحت كنف يده الطاهرة القوية. عندها تحدث لنا أكبر المعجزات والآيات والقوات. فهو من قال :”إن سألتم شيئاً باسمي أفعله لكم”. وأيضا هو من قال :” الغير مستطاع عند الناس مستطاع عند الله”. وبركة الرب يسوع المسيح لتشملنا أجمعين آمين.
الأحد العاشر من متى
دمشق12 آب 2012

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share