مركز جبل لبنان يحتفل بمرور ٧١ عامًا على تأسيس الحركة

mjoa Thursday March 21, 2013 86

MJO71 jabal1  الحازميّة- كنيسة القيامة.

 الذكرى الـ٧١ لتأسيس حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة:

           في السادس عشر من شهر آذار ٢٠١٣، كانت كنيسة القيامة في الحازميّة على موعد مع شباب مركز جبل لبنان في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، الذين تحلّقوا حول سيادة المطران جورج (خضر)، راعي أبرشيّة جبيل والبترون وما يليهما جبل لبنان، في الذكرى الحادية والسبعين لتأسيس الحركة.

         العيد هذه السنة كانت له نهكة خاصّة، سعيدة وحزينة في الوقت عينه. سعيدة بوجود بعض الإخوة السوريّين الذين اهتمّوا بتنظيم الاحتفال. وحزينة لأنّ هؤلاء الأخوة تركوا بيوتهم وأرزاقهم وأعمالهم في سورية، ونزحوا تحت وطأة الخوف من أعمال العنف الجارية في بلادهم.

MJO71 jabal4           بدأ النهار بعرض شريط وثائقيّ عن الوضع في سورية والدمار الحاصل في الكنائس والمنازل وعن الوضع المعيشيّ وغلاء الأسعار وانعدام بعض الموادّ الأوّليّة والأدوية. هذا عدا ارتفاع عدد الضحايا من رجال ونساء وأطفال وشيوخ. ثمّ توزّع الشباب في حلقات بحث تداولوا فيها سبل مساعدة الإخوة السوريّين الذين ما زالوا في قراهم ومدنهم ولم يستطيعوا مغادرة وطنهم. كما عرض الأخوة السوريّون اللاجئون معاناتهم في لبنان إن من حيث تأمين السكن اللائق أو العمل أو ارتفاع بدلات الإيجار والموادّ الغذائيّة والأدوية. والمحاور التي تداولها المجتمعون هي على الشكل التالي:

    • وضع الأخوة السوريّين في سورية وسبل دعمهم.
    • وضع الأخوة السوريّين في لبنان واقتراحات لسبل دعمهم.
    • الدور المفترض بالحركة أن تقوم به ما بعد الأزمة.
    • دور الحركة والكنيسة في ظلّ الأزمة السوريّة على مستوى التصاريح المعلنة.
    • كيف سيكون شكل الحركة من الآن وصاعدًا في ظلّ كلّ ما يجري.MJO71 jabal17

وتطرق المشاركون إلى مسألة الهجرة التي تدغدغ أحلام الشباب السوريّ الذي يصبو إلى غد مشرق وأفضل.MJO71 jabal28

           وعند الساعة السادسة مساء أقيمت صلاة الغروب ترأسها سيادة المطران جورج. ثمّ كانت كلمة الأخت رنا عرنوق متري منسقة برنامج مساعدة السوريّين في لبنان في هيئة الطوارئ، عرضت فيها نتائج ورش العمل. وبعد أن شكرت كلّ من أسهم في رفع بعض من القلق والخوف عن السوريّين في لبنان قالت:

  “سبعون عامًا وعام مرّت والحركة على مثال مؤسّسيها وسيّد كنيستها، لا تكبر بالعمر و لكنّ العمر يكبر بحضورها، ولا تترنّح تحت وطأة السنين بل تحوّلها مطارح للشهادة. فلا تتوقّف التحدّيات تختبر انتماءها الأنطاكيّ وأصالة إيمان أبنائها ولا تكفّ هي عن تجدّد تتبنّاه أو صناعة أحلام تصيرها بالنعمة المعطاة لها واقعًا معاشًا.
لكنّ الحركة اليوم بخاصّة والكنيسة الأنطاكيّة بعامّة أمام اختبار بقاء ووجود، فهي في بيتها السوريّ مصابة في العمق. ففي مناطق النزاع مات من مات، وأعلن برسم الموت من أعلن. وقرع من تبقّى أبواب الهجرة إمّا إلى بلاد لا يعودون منها أو إلى مناطق أكثر أمنًا في الداخل السوريّ لعلّهم يعيشون من فتات الأمل المتساقط عن مائدة الحياة، لا يقلّ يأسهم عن يأس أهل هذه المناطق التي باتت تنزف كلّ يوم شبابها، بعد أن ثقلت أيديهم عن حمل السلاح في أيّ صفّ كان، فكان أهون عليها أن تتمثّل بالسيّد وتتسمّر على صليب الغربة، لعلّها تجد لنفسها راميًا آخر يقول: “أعطني هذا الغريب ثم ّخذ ما شئت منّي”. “.
ثمّ شكرت الرئاسات الروحيّة التي سعت وتسعى لمساعدة النازحيMJO71 jabal29ن أو الذين لم يتركوا مناطقهم. ودعت إلى تجديد في نوعيّة العمل الاجتماعيّ وإلى إنشاء مشاريع إنتاجيّة توظّف فيها طاقات الكنيسة.
وعن عمل الحركة بعد انتهاء الأزمة السوريّة قالت: “لا غنى للحركة عن التفكير بدءًا من هذه اللحظة بكيفيّة العمل بعد انتهاء النزاع، وأحد وجوه هذا العمل هو القيام بدور فاعل في مساعدة المجتمع السوريّ على الانفتاح على مكوّناته، متجاوزًا الكراهية والطائفيّة اللتين ستخلّفهما الحرب ميراثًا قبيحًا. هنا يمكننا إطلاق مشروع لتوثيق كلّ الخبرات الإنسانيّة والمناقضة لمسار الحرب الطائفيّ، والتي تضيء الآن في عتمة الحرب من دون أن يلمحها أحد. لعلّ هذه الخبرات إن وثقت وجمعت تكون حجرًا تبنى عليه المصالحة الداخليّة في البلد”. وختمت داعية إلى النهوض والعمل الدؤوب فالمرحلة حاسمة وتتطلّب جهودًا حثيثة.

        MJO71 jabal13   وعُرض شريط آخر عن معاناة الشباب السوريّين في لبنان، كما قدّم هؤلاء هديّة رمزيّة لرئيس المركز الأخ فادي نصر هي أيقونة جديدة مستوحاة من إنجيل الدينونة متّى ٢٥: ٣١-٤٠ وشرحوا هذه الأيقونة بعرض مصوّر شاكرين كلّ من ساعدهم على تخطّي الصعوبات.

          وفي الختام تحدّث سيادة المطران جورج وممّا قاله:

 MJO71 jabal2 “يا أحبّة عندما نلتقي مثل هذه اللقيا في كلّ سنة وفي بعض من مناسبات، شعوري أنّنا بدأنا من جديد الحركة الجديدة دائمًا. عندما جئتم في هذا المساء إلى هذا اللقاء قلتم في نفوسكم بعبارات واضحة أو أقلّ وضوحًا، نحن نريد أن نبقى على العهد. كلمة العهد إن كان في العهد القديم أو في العهد الجديد تعني أوّلاً أنّ الربّ أخذ مبادرته الأولى في حبّ الإنسان. مبدئيًّا الإنسان هو هشّ وضعيف وغير كامل، يردّ على المحبّة الإلهيّة بمحبّة من عنده”.
وعن وجود الحركة قال:” الحركة ضروريّة جدًّا لأنّ الأزمنة دائمًا سيّئة. ليس من وقت أفضل من وقت. هناك ومضات وانشلاح للنور يمرّ بفترة معيّنة ويعود فيخبو أو ينطفأ. ويأتي من يعطي الشعلة من جديد. ما يطلبه يسوع من كلّ واحد منّا هو ألاّ نستسلم إلى ما يبدو إيذاء للجميع وتخلّفًا. بحيث يسيطر عدم الحماس والفتور”.
وفي الختام وجّه سيادته كلمة إلى الأخوة السوريّين المشاركين في الاحتفال فقال:” عرفت منذ فترة أنّ بيننا إخوة حركيّين من سورية، وفرحت بنوع خاصّ لأنّهم يكملون الرسالة، ولأنّ يسوع حيّ فيهم وفي اجتماعاتهم في هذا البلد الجميل. الله يقوّيهم ويحفظهم. ونحن نصلّي دائمًا من أجلهم ومعهم . وروحنا إليهم ومعهم في هذه الآلام التي اعترتهم وبخاصّة قلوبنا معهم، لأنّ هناك إخوة منّ ناضلوا معنا وذهبوا إلى الله في ظروف صعبة. أعزّي باسمكم جميعًا أولئك الأخوة السوريّين لأنّ القلب هو مع الذين يتعبون ويتألّمون بنوع أخصّ. أطلب من الإخوة السوريّين الذين هنا أن يدركوا أنّنا جميعًا معهم وإليهم. ونرجو كلّ الاتّصالات الممكنة معهم لكي نحيا معا ونفرح معا. ويقوى بهم يسوع المسيح في بلدهم الطيّب”.

 روابط:

نصّ كلمة سيادة المطران جورج (خضر)

نصّ كلمة الأخت رنا عرنوق متري 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share