سيادة المطران جورج خضر في عيد الظهور الإلهي

mjoa Wednesday January 15, 2014 71

صباح الاثنين في السادس من كانون الثاني ٢٠١٤، رئس سيادة راعي أبرشية جبل لبنان المطران جاورجيوس القداس الإلهي في كنيسة الظهور الإلهي في النقّاش بحضور أبناء الرعية الذين يعيّدون للمرة الأولى في المبنى الجديد. وألقى سيادته العظة التالية:

ايها الإخوة المؤمنون “انتم الذين بالمسيح اعتمدتم المسيح لبستم”. الثوب ملتصق بالإنسان. اذًا عندما نقول “المسيح لبستم” نقصد ان المسيح ملتصق بنا. فكما لا يظهر من جسد الانسان الا الثوب، لا يظهر ايضا من المؤمن الا المسيح. تندمج بالمسيح حتى ان كل من رآك يقول: هذا مسيحيّ، هذا صورة المسيح، هذا نور المسيح. وإذا لم نصنع هكذا، نبقى اولاد أبينا وأُمنا، ولم نصر اخوة المسيح. نحن نعيّد هذا العيد لنعلن، لنشهد على اننا صرنا للمسيح. لم نبق أبناء أبينا وامنا، لكن صرنا أبناء الله.

هذا هو الجديد الذي أعلنته المسيحية انكم بطلتم أن تكونوا عبيدا. ليس من عبيد. ألغى المسيحُ نظامَ العبودية. صرتم أبناء. بولس الرسول يوضح هذا بقوله ان العبد ليس له سلطة أن يحرّك شيئا في البيت. الابن يحرّك. الابن عنده سلطة من أبيه على البيت. نحن ابناء الله، لنا سلطان على بيت الله، لنا سلطان على العالم في كنيسة الرب.

عندما نقيم هذا العيد يا اخوة، نفهم ان المسيح نزل في الماء ليعلن مسبقا بالرمز، بالصورة أنه سيقوم. هذا العيد، الظهور الالهي، هو صورة مسبقة عن الفصح. ليس من عيد إلا الفصح. البقية كلها ترسم وتعبّر عن الفصح. الاعياد ترجمات وتعابير عن الفصح، عن القيامة، عن الخلاص .

عندما نقول ان المسيح نزل في الماء ليعتمد، نخبر انه جاء ليموت ويقوم من بين الاموات. عندما نعمّد اولادنا، ماذا نعلن لنا وللناس؟ نقول بهذه الصورة الرمزية ان هذا المعمَّد صار للمسيح. دفنّاه اي دمجناه بالمسيح يسوع ليبقى قائما مع المسيح، حتى لا يكون مائتا، حتى لا يموت بخطاياه. المسيحيّ قائم دائما مع المسيح في كل حياته، في كل اعماله، في كل افكاره، في كل تصرفاته. من يُصرّ أن يبقى في الخطيئة، هذا لا يؤمن ان المسيح قام من بين الاموات. لذلك هذا العيد هو عيد القيامة. نخبر ان المسيح قام من بين الاموات.

عندما نقول انه مات نعني بهذا انه عاش، قام من بين الاموات. يموت ليقوم من بين الاموات. لذلك، في هذا العيد الذي هو في بداية السنة، نعلن أننا في كل سنة، في كل ايامنا، نريد أن نُميت الخطيئة فينا حتى نحيا مع يسوع. نحن اليوم أعلنّا أننا في الفصح. نحن قياميون. نحن دائما ننبعث مع يسوع في حياة جديدة. نتطهر من خطايانا ونَعِدُ المسيح بأننا سائرون معه.

هذا العيد سيبقى معكم إذا أردتم. ستعيشون مع المسيح. ستنهضون من خطاياكم دائما في الفرح بحياة جديدة مع الرب يسوع. سنسير. لا نتقاعس ولا نذهب الى الوراء. نسير دائما الى وجه المسيح المنوّر لنقول له: نرجوك يا رب ان تجعلنا ناسا جددا. لا تدعنا عُتقاء بخطايانا. لا تدعنا نتأخر بخطايانا. دعنا نمشي الى الأمام الى وجهك أنت. هذه هي المحجة. هذا هو الهدف أن نمشي الى وجه يسوع. سنحمل هذا في كل السنة. سنغرّق خطايانا كما غُرِّق المسيح في نهر الاردن. سنبيدها لنكون له أحياء جدُدا، وله المجد فينا جميعا، آمين.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share