من تعليمنا الارثوذكسي: غاية الحياة المسيحية

mjoa Tuesday January 21, 2014 195

التلميذ: قال الكاهن في العظة ان غاية الحياة المسيحية هي الاتّحاد بالله وبالناس على صورة اتحاد أقانيم الثالوث. لم أفهم هذا الكلام الصعب. كيف نصل الى هذا الاتحاد؟

المرشد: يمكننا ان نصل الى هذا الاتحاد باشتراكنا في حياة الرب يسوع المسيح. علينا أن نلتصق به، أن نتطعّم به مثل الأغصان التي للكرمة (يوحنا ١٥: ٤- ٩). يتم هذا الاتحاد بقوة الروح القدس، ويمكن القول ايضا ان غاية الحياة المسيحية هي الحصول على الروح القدس واقتبال عطاياه. أنت تعرف ان الموهبة الكبرى هي المحبة التي هي مصدر القداسة وبها يتّحد كل البشر. من يحصل على الروح القدس يعيش حسب قلب الله، حسب إرادته ولا يتبع اعتبارات فردية وميولاً شخصية. هكذا يكون فعلا هيكلَ الروح القدس، فيمكنه القول مع الرسول بولس: “لستُ انا أَحيا بل المسيحُ يحيا فيّ” (غلاطية ١١: ٢٠). هكذا يكون كل واحد منا ابنًا لله الآب ويكون قديسًا. لذلك نقول ان غاية الحياة المسيحية هي القداسة.

التلميذ: أفهم تقريبًا ما تشرحه لي. انه كالكلام الذي قلتَه سابقًا اننا عندما نتناول الخبز والخمر اللذين صارا بالروح القدس جسد الرب يسوع ودمه نتّحد مع الله مع كل الإخوة الذين تناولوا مثلنا. أليس كذلك؟ هل من أمثلة اخرى على الاتحاد بالله في الحياة اليومية؟

المرشد: سؤالك سؤالان. على السؤال الأول أُجيب: معك حق. المناولة افضل مثال على عمل الروح القدس في الكنيسة. الروح القدس يعمل في الكنيسة بواسطة الأسرار ويعمل في قلوب الناس لأن الروح يهُبّ حيث يشاء (يوحنا ٣: ٨). على السؤال الثاني اجيب: ان أفضل أمثلة هي التي تظهر فيها المحبة في قلوب الناس، في كلامهم، في تصرفاتهم، في علاقاتهم مع الآخرين. الجديد في المسيحية هي المحبة. المطلوب أن نُحب كما أَحَبّ اللهُ العالم حتى أَرسل ابنه الوحيد…

التلميذ: لكن كانت هناك محبة قبل المسيح…

المرشد: طبعًا العهد القديم يُعلّمنا المحبة: “تحب الرب إلهك من كل قلبك” (تث ٦: ٥)، و”تحب قريبك كنفسك” (لا ١٩: ١٨)، ويضع أمامنا أساس الحياة الحقيقية. الوصايا العشر تتكلم عن ما هو ضد المحبة وتظهر ثمار الشر، لكن العهد الجديد يبيّن ملء الحياة في المحبة الإلهية في كمالها. ظهرت المحبة في شخص يسوع المسيح (الله الذي صار إنسانًا)، في حياته وفي تعليمه. ثم ظهرت بعد العنصرة بقوة الروح القدس في قلوب المسيحيين.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share