من تعليمنا الارثوذكسي: التريودي

mjoa Thursday February 6, 2014 389

المرشد: أودّ أن أُحدثك اليوم عن الفترة التي ندخل فيها اليوم استعدادا للصوم الاربعيني والأسبوع العظيم والفصح المقدس الذي نسمّيه العيد الكبير. نبدأ اليوم في الكنيسة باستعمال كتاب طقسيّ اسمه “التريودي”.

التلميذ: ذكّرتني! أردتُ أن أسألك: ما معنى تريودي؟ كلّمنا الكاهن عن هذا الكتاب ولم يشرح معنى الكلمة. أليست هذه كلمة عربية؟

المرشد: لا، انها كلمة يونانية تعني حرفيا “ثلاثة أودية”، الا أنها دخلت في استعمال الكنيسة اذ نقول “كتاب التريودي” و”بدء التريودي”، اي متى نبتدئ باستعمال التريودي، وهو اليوم، أحد الفريسي والعشار. تستمر الكنيسة في القراءة والترتيل من كتاب التريودي طيلة ايام الصوم حتى عشية عيد الفصح.

التلميذ: لكن الصوم لم يبدأ بعد، فلماذا بدأنا بالتريودي اليوم؟

المرشد: اليوم تبدأ فترة ثلاثة أسابيع استعدادا للصوم الذي هو زمن التطهر من الخطيئة والتوبة والاستنارة استعدادا للفصح كما قلنا، واستعدادا للمعمودية ايضا لأنه في الزمن القديم كانت الكنيسة تُعلّم الموعوظين اي الذي يطلبون المعمودية وتُعدّهم لاقتبالها يوم السبت الذي يسبق الفصح اي سبت النور.

التلميذ: لكن ما هي الآحاد الثلاثة؟

المرشد: إنها في الواقع أربعة آحاد تتوسّطها ثلاثة أسابيع: احد الفريسي والعشار وموضوعه التواضع أعظم الفضائل المسيحية كما يقول آباء الكنيسة، وأحد الابن الشاطر وموضوعه التوبة والرجوع إلى الله وإلى الإخوة، وأحد مرفع اللحم الذي يُقرأ فيه إنجيل الدينونة وموضوعه المحبة والرحمة، محبة الفقير الذي نرى يسوع فيه، وأحد مرفع الجبن وموضوعه الغفرانُ.

التلميذ: ابتعدنا كثيرا عن كتاب التريودي. أخبرني عن هذه الكتاب.

المرشد: لم نبتعد عن كتاب التريودي. اقرأ ما تنصحنا به اليوم مكتبة رعيتي، ثم افتح الكتاب واقرأ او استمع الى الصلوات في أثناء صلاة الغروب وصلاة السحَر، وانا أعرف أنك تُتابعها السبت والأحد، ثم نتكلم عن مضمون التريودي. انتبه الى ترتيلة تُقال اليوم في صلاة السحَر وتُرافقنا طيلة الصوم، وتأمّل فيها: “افتح لي أبواب التوبة يا واهب الحياة…”، ولتكُن لسان حالك في الأيام المقبلة.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share