رسامة الشمّاس نكتاريوس (نجّار)

mjoa Thursday April 17, 2014 45

صباح الأحد في 6 نيسان رئس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي في كنيسة النبي إيليا في سن الفيل. أثناء القداس جرت رسامة الإيبوذياكُن مارك نجّار شماسًا إنجيليا باسم نكتاريوس. الشماس الجديد من مواليد سنة 1989، متزوج، خريج معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في البلمند حيث يتابع دراسة الماجيستر في اللاهوت. وقد ألقى سيادته العظة التالية:

يا أخي الشماس نكتاريوس،

كلمة شماس باللغة اليونانية تعني “خادم”، وتبدأ الخدمة الكهنوتية في درجة الشموسية. فأنت لم نقبلك لنجعلك زعيمًا، أتينا بك لجعلك مكرسًا لخدمة المؤمنين. لا تقدر ان تخدم أحدا إلا اذا رفعته فوقك. المطران يجب ان يعتبر نفسه خادمًا وكذلك البطريرك. كلنا خدام في كنيسة المسيح، وليس لنا فضل في شيء. الفضل لنعمته فقط.

اذًا أنت تقبّلت هذه السيامة، أنت تقبّلت تشريفًا من يسوع، وأنت لست بشيء. وأنا كذلك لست شيئا، وكلنا لسنا بشيء. نحن تراب، ونحن جالسون على يمينه. عليك ان تعتبر انك جليس للمسيح. عندما يضعك انسان هنا في هذه الدنيا، عندما تأتي إلى بيته ويضعك على يمينه، ماذا تعني هذه في الآداب البشرية؟ هذه معناها انه يكرّم ضيفه كأنه ذاته. عندما يجعلك الله شماسًا نقول انك مدعو لأن تجلس عن يمين العظمة. نسمّيك باللغة الطقسية خادما، أي شماسًا باللغة اليونانية. نسمّيك هكذا لأن المسيح كان خادمًا: “ما جئتُ لأُخدم بل لأَخدم”. كيف الشخص يخدم؟ قال يسوع: “جئتُ لا لأُخدم بل لأَخدِم وأَبذل نفسي فدية عن كثيرين”، أي ان تموت من أجلهم. أنت رسمناك شماسًا لأنك لم تُحقّق بعدُ هذه الشموسية، لم تنفّذها. تنفّذها عندما تصبح خادمًا، عندما تُقبّل أرجل الناس. أنت لست بشيء، أنت خادم للمؤمنين. وهكذا تصبح شيئًا إنْ خَدمتَ.

لماذا يجعلون احدا مطرانا؟ ليس لأنه فيلسوف، بل لأنهم يعتبرونه أقوى على الخدمة. لكن يجب أن يفهم ليخدم، أن يقرأ ليخدم، أن يتعلّم ليخدم، ليعظ، ليتكلم، ليموت عن الرعية. هذه هي المفارقة المسيحية أن الانسان لا يحيا الا اذا مات، الا اذا أعطى نفسه كاملة في محبة الإخوة.

صرتَ شماسًا الآن. إن شاء الله تصير كاهنا. لا تعتبر نفسك شيئا. تبقى لا شيء. بل تعتبر الإخوة أعلى منك كلهم، وأنت تُقبّل أرجلهم. هكذا الله يراك اذا نظرك مقبّلا أرجل المؤمنين. يعني هذا انك تنسى مصالحك، وتنسى المال، وتنسى المجد، ولا تقبل أن يرتفع مجدُك، وتُسكت كل انسان يمدحك، هكذا يقول باسيليوس الكبير، حتى لا تستكبر. وهكذا يراك المسيح جالسًا معه في السماء. يجلس معه المتواضعون، اما المتكبرون فليس لهم مكان عنده.

اذهب وعليك بركة الله لانه أحبك منذ أن وُلدتَ، ويريد يسوع أن يُجلسَكَ عن يمينه في السماوات.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share