حي هو الله

mjoa Friday July 18, 2014 536

elijahearsvoiceofgod ” حي هو الله الذي انا واقف امامه ”
 هذا كان شعار النبي ايليّا في حياته، لذلك بقي حيا في ضمير الشعب حتى ان كثيرين يرغبون في اطلاق اسمه على أبنائهم.
 الترنيمة الكنسية تدعوه ” الملاك بالجسم، قاعدة الأنبياء وركنهم، السابق الثاني لحضور المسيح، ”  الشاهد للحق حتى الأيام الأخيرة، صوت الضمير الحي، المقاوم للظلم. حياته المتقشفة في الجبال والصحراء جعلته شفيعا للرهبان ولكل من يعترض في حياته على وقاحة العالم وفساده.

.

لقاؤه مع الرب تمّ لا في العاصفة، لا في الزلزلة ولا في النار بل في “صوت نسيم لطيف” هناك كان الرب (3 ملوك 19: 11 – 13).

لا يُشاهدُ الرب في “العجقة” لأن الضجة كثيرا ما تحجب الصوت، النداء الداخلي. هكذا يكون افتقاد الله بعد تجربة كبيرة تهزّنا تكاد تحطمنا. افتقاده يكون في اللطف والرحمة. لذلك عبادة الله في النهاية لا تتم في الاحتفالات الصاخبة ولا في الهياكل الفخمة ولا حتى في الشعائر الدينية الحبرية بل في ” الروح والحق” حيث يُسمع صوت كلمة الله، صوت الله الحي المتجسد فينا.

لقد صبَّ نبي الله سخطه على أنبياء البعل وقتلهم. لا شك أن كل قتل عصيان لوصية الله “لا تقتل” ولكن ان كان لا بدّ من انفعال قوّة الغضب فينا فلتنزل على الشر واعوانه. وهذا الخشب الرطب، عودنا المغمّس بالشهوات والضعفات البشرية لا يُحرق الا بنار الحب الالهي الذي يطهّر، ينير ويُدخل الدفىء الى قلوبنا. (3 ملوك 18: 36 –38 ).

لقد اشتعل قلبه حبّا بالله، بالنار الالهية، فلم يعد ينتمي الى هذه الارض فارتفع بالجسد قائما مسبقا حيّا الى قرب الله في الوطن السماوي الحقيقي ( 4 ملوك 2: 11).

ولا ننسَ صلاته اذ يدربنا فعلا على الصلاة الحارة، الصلاة النقية الفاعلة، التي بها احتضن ابن أرملة صيدا الميت وصرخ الى الله ثلاثا وأحياه ( كما يُفعل رمزيا في الاسعاف الأولي للمُغمى عليهم) ناقلا بكل كيانه اليه الروح والقوة المُستمدّين من الله.(3 ملوك 17: 21).
 

وكذلك انزل المطر بعد جفاف دام طويلا وبعد صلاة حارة الى الله ” ساجدا الى الارض وجاعلا وجهه بين ركبتيه” ( 3 ملوك 18: 42).

وقد ذكرنا كيف انه بصلاته الى  الله أنزل النار على الخشب الرطب والمحرقة فاحترق الكل.
 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share