أي حركة نريد… – اصوات شبابية في الموتمرالـ45 «علاء مخول»

mjoa Saturday November 29, 2014 132

أي حركة نريد….
في البدأ كان الكلمة، كل شيء به كان ،وبدونه لم يكن شيء مما كون.
وقال الله كن فكانت.
كانت نورا في ظلام اليائسين. مياها في قلوب صحارى. كانت هدية الله للتائهين. كينونة الخالق في عالم الظلمات. كانت هي حياة ووجودا للكثيرين كانت حركة للمقعدين. وكنا به نحيا ونتحرك ونوجد فوجدت حركة الشبيبة الأرثوذكسية من ضلع الظلم من عطش الروح من جوع النفس لإله يبكي ويصلب كل يوم في أنطاكيا كما في سائر الكون.
أي حركة نريد؟ بل أي إله نريد؟ نريد ما شاء الله لنا كينونة ودواما. واحة خضراء في صحراء جافة.

a-single-lightنعيش اليوم أياما صعبة تخلو فيها المحبة الحق وبات فيها العيش استبداداً يعكس واقعا ميؤوسا منه غير خال من الرجاء . لكن هذا لا يعني أن نيأس من حياتنا ومن صليبنا كمسحيين ممسوحون بالمحبة أولا متجسدة في صليب أورشليم. وماذا نريد أكثر من حركة قدمت ذاتها قربانا على مذبح الرب شهادة حية لإله المحبة. كأننا نستعيد أيام الرب يسوع مع تلاميذه ونقول لو أنكرك كل العالم نحن معك حتى النهاية. هي حركة تقول لنا الحق يقال قبل صياح الديك تنكرني ثلاث مرات. ثم تلتفت نحو ابنها الأصغر التي كانت تحبه وتقول يا بني هذه أمك. ماذا نريد من الحركة؟ ألأجدر أن نسائل أنفسنا ماذا تريد الحركة منا؟ هي تنتظر صامتة مثل أم حزينة تفجع لموت ولدها راجية أن نحتضنها ونصحبها الى بيتنا فتحتضننا هي الأخرى بحب الأمومة اللامتناهي.
أي حركة نريد؟ مصيرنا لا يتعلق بما نريد نحن، بل بما أراده الله لهذه اللؤلؤة أن تكون في أنطاكيا وعند كل منعطف ،فلتكن حياتنا مشيئة ربنا يسوع المسيح. نريد أولا أن تعود المحبة والألفة الى قلوب الحركيين أجمعين لأن المحبة لا تطلب ما لنفسها. عندما نستطيع أن ننتشي بمحبة ربنا عندها نتأنى ونرفق ولا نجاهر بالسوء ولا نطلب مشيئتنا بل مشيئة الذي أرسلنا. عندها لن تعود هناك حاجة لمجرد التفكير بماذا نريد وماذا نبتغي. كل هذا يبقى حبرا على ورق ان لم نعمل على تفعيل المحبة المنسية التي منها أتينا بعرق من أحبنا حبا لم يطلب شيئا سوا أن يعرفنا أن الحياة هي بيسوع المسيح وحدها.
أن اعيش حركيا يقتضي أن انسى أنني من لحم ودم …. وأن أبذل نفسي من أجل قريبي ، عندها فقط أستطيع أن أعيد الحياة الى كنيسة عطشى من جديد. عندها أستطيع أن أتابع مسيرة المستنيرين وأعلم فعلا أن الرب يسير معنا في كل خطوة نحو عروس لا عيب فيها. من الطبيعي جدا أن تنزف الكنيسة وتبكي وتتأوه….لكن الغريب عنها أن تبكي وحيدة وأعضاءها لا مبالين. نريد حياة تبكي مع الباكين وتعرُج مع المكسورين. نريد حركة تدعو الخطأة قبل الصديقين وتفتخر بالتوبة قبل الانجازات…. تفتخر بالجراح قبل الأعوام…. تفتخر بالصليب قبل المجد الباطل .الحركة ليست أياما وقاعات فارغة. الحركة ليست جمعية تنشئ موسقيين وتنمي المواهب وتطور الأخلاق هذه كلها كماليات ما كانت لولا محبة الأولين. من أراد أن يكون أولا فليكن للكل خادما عاشها الأولون من القلب بجميع ما قاموا به ،مؤسسين الفروع خداما للكنيسة و لاسم الرب القدوس ،مبشرين وخادمين غير مبالين بأي من الصعاب ، بل في كل شيئ للرب طالبين. كأن لا شيئ لنا ونحن نملك كل شيئ، هذه حركتنا هذه حياتنا وهذا وجودنا. نريد حركة لا تملك سوى الكلمة التي كانت منذ البدأ نورا يبدد ظلام التعبين. نريد حركة ، تظل منسجمة مع التقليد الرسولي والآبائي الا ان التمسك بها دون حياة شهادية معاشة هي ناقصة ، لتبقى منارة فكر و اهتداء و جسر عبور الى المسيح
… نريد حركة تلبس الطاعة مسوحا ، ان تسير وراء الراعي خرافا مصلية متشاركة و متفاعلة معه في هموم الكنيسة ،تشد عزم الكاهن و الاسقف ضمن علاقة بنوية بعيدة عن التكبر، مكملة لهم و لبشارتهم على هذه البسيطة ،مصلين لهم في ضعفاتهم غير جارحين لهم في عثراتهم …ساعية لافضل الصلة معهم في اطار العقل و الروح ….
حركة تعيش الليتورجيا جماعة واحدة تتفاعل في حياة الكنيسة اليومية والعامة، صوامة و مصلية ، سامرية شفوقة غير متقوقعة، ترى في الآخر صورة المسيح …
حركة في رباط دائم مع الحياة الرهبانية تسعى لرفد الاديار بمواهب ابنائها…. بيدر كهنة و معلمين
 …. حركة بعيدة عن النقد السلبي … لا يكون همها الافكار والامور العلمية و العملية وحدها… فلا هي حصراً التي تحدد ماهية الحياة الحركية وليست وحدها مدماك الروح …
حركة تدرك ان مفهوم الشفاء للانسان هو في المسيح وحده وان الابوة الروحية و ممارسة سر الاعتراف من صلب تراثنا و تعليمنا الارثوذكسي ….
حركة ناقدة لذاتهادوما لتنمو بالروح اكثر و ان ندرك اننا في الكنيسة و قلبها و لسنا الكنيسة حركة امينة على الكلمة و ارث الاجداد و الآباء …
صوت صارخ في برية هذا الزمان …
مدركة لهويتها ، لارثها و تراثها…..
 و هنا السؤال ماذا لو لم نقرر و ندرك ما هية هويتنا الحركية ؟ و ما هو زادها و ماذا سيكون ارثها ؟؟؟ نسال انفسنا و ملتمسين نعمة الروح ، لتتجدد فينا العنصرة ، في كل مكان و زمان .
فلنعد الى المحبة والى ذاك العشق
 لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد.

علاء مخول

اصوات شبابية في الموتمرالـ45

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share