المسيح قام – المطران جورج (خضر)

mjoa Thursday April 9, 2015 54

المسيح قام – المطران جورج (خضر)

“المسيح قام” هذه هي التحيّة التي نُحيّي بها بعضنا بعضًا مدة أربعين يومًا لأنها القوة الأخيرة والحاسمة لأنها الإنقاذ واليقين بأننا نجونا من الخطيئة ومن الموت.

risen1 عدوّ الإنسان الوحيد هو الموت على ألوانه، القهر، الفساد، هذه جميعا أخذها السيّد لما دخل اليها فافتدانا لأنه نقل إلى ذاته شقاء كل إنسان وحمل خطايا الإنسان بحيث إننا الآن جميعنا نستطيع أن ننجو من الخطيئة ومن الموت، ننجو من الموت أي اننا لا نتمرمر إزاء الموت بينما يعبُر نفق الموت إلى الضياء العظيم.

ما أتمنّاه أن نُحسّ جميعًا بأننا قياميون، بأننا ناس جدد لا يستطيع أحد أن يفرض علينا شيئًا ولا تقدر الخطيئة بالدرجة الأولى ان تتحكم بنا. نحن أناس لا تعاسة عندنا ولا انحطاط، ولكننا سائرون دومًا على دروب النور قاصدين وجه الله وعائشين بالله. نحن نتنفس بالله. واذا كنّا غير شاعرين بذلك، نكون عُجَّز، ولكنا نحتفل اليوم بالعيد كي نستفيق إلى نور القائم من بين الأموات ونعتمد بهذا النور.

“لقد قام المسيح وليس من ميت في القبور”. هذا تأكيد في عظة القديس يوحنا الذهبي الفم مع انه كان يشاهد قبورا حوله، ومع ذلك قال: “قام المسيح وليس ميتٌ في القبور”، أي اننا نلنا مواعيد الحياة ولو كانت هذه الجثث ملقاة في قبورها، الا أننا منتظرون أن تتكسّر القبور لكي ننهض منذ الآن، ونحن في موتنا وبعد موتنا قياميّون.

نتقدّم كلّنا من الذبيحة الإلهية وصاحب العيد قد شملنا جميعنا نحن المؤمنين بغفرانه، وكلّنا مأخوذ بقيامة المخلّص وهي قيامة الأموات، وهي وحدة الرجاء الى الأبد في هذه الدنيا. العيد غفران لنا وسلام “فإن المملكة العامّة قد أتت” كما قال القديس يوحنا الذهبي الفم، ولكن لا بدّ من أن يطيع كل إنسانٍ المسيحَ حتى تتحقق قيامته في كل إنسان.

بالرغم من كل ما يحدث لنا، نحن متمسكون به هو، يسوع الحي، الظافر الممجّد إلى الأبد، في كل واحد منا، لتكون حياتنا فصحية منقولة يوما بعد يوم من الخطيئة والموت إلى الرب. هل نحن نؤمن حقًّا، فعليا، أن المسيح قد قام؟ اي هل نتصرّف وكأنه قد قام؟ أم هذا مجرّد عيد، وأناشيد العيد؟ هل يأتي يوم حيث لا تتصادم أعيادنا وأفعالنا؟ أيكون يوم فيه تقترب بالأقل نيّاتنا من معاني العيد؟ هل تَصوّر المسيحُ في كل منّا بحيث صار كلّ منّا “المسيح قام”؟

نعيّد اليوم ناوين أن نجعل المسيح في قلوبنا سيدًا. سيدًا، أي مطهّرا لها حتى لا نبقى حزانى بسبب المسافات الشاسعة التي تفصل الإنجيل عن سلوكنا. حينئذ ينزل الله إلى نفوسنا والنعمة تجددها. واذا رتلنا في هذا الموسم “المسيح قام”، فليكن هذا تأكيدا على اننا نريد نفوسنا قائمة به.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

نشرة رعيتي

12 نيسان 2015

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share