مريم المجدليَّة – المطران افرام (كيرياكوس)

mjoa Wednesday April 29, 2015 47

مريم المجدليَّة – المطران افرام (كيرياكوس)

“المعادِلَة للرُّسل” هي مِن أَوَّل الشُّهود الَّذين خَبَّرُوا عن قيامة الرَّبّ يسوع من بين الأموات، ومِنْ أَشْهَرِ النِّسْوَة حاملاتِ الطِّيب الّتي بَقِيَتْ مع المسيح أثناء الصَّلب وحتَّى بعده. هي “رسولة الرُّسل”. نعيِّدُ لها مُنْفَرِدَة في 22 تمُّوز.

magdalen-9aيبدو من اسمها أَنَّها من مَجْدَل على شاطئ بحيرة طَبَرَيَّا. يَذْكُرُ إِنجيل لوقا أَنَّ الرَّبَّ أَخْرَجَ منها “سبعة شياطين” (لوقا 8: 2)، هذا لا يعني أنّها، بالضَّرورة، امرأة زانِيَة. يكتفي لوقا الإنجيليّ بذكرها مع النِّساء اللّواتي كُنَّ قد “شُفِينَ من أرواح شرّيرة وأمراض” (لوقا 8: 2). ربّما كانت تعاني من مرض نفسيٍّ أو روحيٍّ. الشّفاء غير الغفران.

ليست،إذًا، بالضَّرورة الامرأة الخاطئة والزَّانية الّتي يتكلّم عنها لوقا في الإصحاح 7، والّتي قال عنها “غُفِرَتْ خطاياها الكثيرة لأنَّها أَحَبَّتْ كثيرًا” (لوقا 7: 47).

وَرَدَ في التَّقليد أنّها بَشَّرَت بالإنجيل في فرنسا (بلاد الغَال)، ثمَّ انتقَلَتْ إلى بلاد أُخْرَى، وأَنْهَتْ حياتَها في أَفَسُس. يدها اليُمْنَى هي في دير سيمونوبتراSimono Petra في جبل آثوس (الجبل المقدّس)، تخرًج منها رائحة عَطِرَة.

تُعَيِّدُ لها الكنيسة أيضًا في الأحد الثَّاني من الفصح مع النِّسوة حاملات الطِّيب. يقول متَّى: “كان هناك كثير من النِّساء (حين الصَّلْب) ينظُرْنَ عن بُعْدٍ، وهن اللَّواتي تَبِعْنَ يسوع من الجليل ليخدمْنَهُ، منهُنَّ مريم المجدليّة ومريم أمُّ يعقوب ويوسف وأمُّ ابني زَبَدى” (متَّى 27: 55 – 56).

ينقل لنا يوحنَّا الإنجيليّ حوارها مع المسيح القائم: “فجاءت مريم المجدليّة وأَخْبَرَتِ التَّلاميذ بأن قد رأيتُ الرّبّ وبأنّه قال هذا (إنّه “صاعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم”) (راجع، يوحنَّا 20: 11 – 18). الجدير بالذِّكر، أنَّ المجتمع اليهوديّ كان مجتَمَعًا ذُكُورِيًّا معروفًا بِتَزَمُّتِه وانغلاقه، يتعامل مع المرأة بفوقِيَّة ولا قيمة قانونيَّة لشهادتها.

مع ذلك، تصرَّف الرّبّ يسوع مع النّسوة اللّواتي رافَقْنَهُ، بصورةٍ مخالِفَةٍ وجَعَلَهُنَّ شاهدات على قيامته. أمّا هُنَّ فَكُنَّ يَبْذُلْنَ ما في وِسْعِهِنَّ في سبيل البشارة، وحتَّى الدَّفْع من أموالهنّ.

هنا شهادة عن تصرّف يسوع الجديد تجاه المرأة في عصره، كما فعل مع المرأة السَّامريَّة الّتي استغرَبَتْ كيف يتوجَّهُ يسوع بالحديث إليها.

تبقى مريم المجدليَّة، في وِجْدَانِ الكنيسة، شفيعة كبيرة تركَتْ كلّ شيء محبَّة بالرَّبّ يسوع حتَّى الأخير، وبشَّرَتْ بقيامته شاهِدَة شهادة أدَّتْهَا في سبيل انتشار الإيمان إلى أقاصي المسكونة.

نشرة الكرمة
26 نيسان 2015

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share